العراق في ظل الانتهاكات التركية..مصيف “برخ” تحت القصف

هيفي سليم: مراسلة Nûdem

صورة القصف التركي في مناطق من العراق@ الصورة من النت

تعرض مصيف “برخ” الكائن بمدينة زاخو في إقليم كردستان لقصف مدفعي عنيف من قبل الدولة التركية، في تمام الساعة 13:50 من يوم الأربعاء 20 يوليو، مما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 23 آخرين من المدنيين معظمهم من جنوب ووسط العراق.
القصف المدفعي على منتجع “برخ” حاز على ضجة إعلامية حيث وُصِفَتْ بالمجزرة وعلق عليها الكثير من الدول و المنظمات الدولية.

تعليق حكومة إقليم كردستان :

أدانت حكومة إقليم كردستان القصف التركي على مدينة زاخو، وقالت من خلال بيان أصدرته: “أدينُ بشدة القصف الذي طال مصيفاً سياحياً في زاخو من قبل القوات التركية، والذي أزهق أرواح عدد من المدنيين وأصابَ آخرين بجروح”.
وأشار البيان أنه “لا يوجد أي مبرر للهجوم على المدنيين، فقد تكررت مثل هذه الحوادث كثيراً، ويجب أن تتوقف. وإننا ننسق مع الحكومة الاتحادية لإجراء تحقيق شامل وموسع بهذا الصدد”.
وأضاف “لطالما زُج إقليم كوردستان في المعارك الدائرة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، الأمر الذي كبدَ مواطنينا خسائر ومعاناة جسيمة، ولا بد أن تنتهي”.
وأكد البيان على ضرورة “وضع حد يمنع تكرار حوادث مماثلة ولا يعود مواطنونا ضحايا للصراع والحرب بين قوى وأطراف أخرى”.
ودعا قيادي في حزب الديمقراطي الكردستاني “هوشيار زيباري” إلى تشكيل لجنة تحقيق عراقية تركية وإقليم كردستان، لان القصف المدفعي تم بمدافع ١٥٥ملم وربما من داخل الحدود التركية.

العراق تطالب بفتح تحقيق حول المجزرة:

أدانت الحكومة العراقية، “بأشد العبارات” القصف الذي استهدف منتجعا سياحيا في مدينة زاخو، وأشارت إلى أن “هذا الاعتداء يعد استهدافا لأمن العراق واستقرار شعبه، وإذ نؤكد رفضنا القاطع لهذه الانتهاكات التي تخالف المواثيق والقوانين الدولية، نشير إلى أن رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي وجه بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين وعضوية عدد من القادة الأمنيين، بهدف الوقوف على تفاصيل دقيقة حول الطرف المعني بالاستهداف”.
بالاضافة إلى توجيه شكوى إلى مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة حول المجزرة التي وقعت يوم الأربعاء في زاخو.

حيث اكد رئيس تحالف الفتح أمين عام منظمة بدر هادي العامري أن تركيا “تمادت” في عدوانها عبر غاراتها الجوية وقصفها المدفعي وعمليات التوغل البري لقواتها في عمق الأراضي العراقية، مطالبا الحكومة باغلاق الحدود وإيقاف عمل الشركات التركية في العراق.
وقال العامري: “هذه الفاجعـة مـا هـي الا حلقـة في مسلسـل العـدوان التركي المستمر على العـراق ، فقـد تمـادت تركيـا في عدوانهـا عبر غاراتهـا الجويـة وقصفهـا المدفعـي وعمليـات التوغـل البري لقواتهـا في عمـق الاراضي العراقيـة والتـي تسـفر دائمـا عـن سـقوط الـعشرات مـن الضحايـا المدنيين بشكل شبه يومـي، وأمـام هـذا السلوك العدواني التوسعي لا نكتفي بإدانـة الجريمـة ومـا سـبقها بـل يـجـب أن يكـون هناك موقـف وطنـي لحمايـة البلـد وسيادته وأرواح شعبه مـن آلـة الدمـار التركيـة”.
وطالب العامري، الحكومـة بـ”إغلاق الحـدود مـع تركيـا فـوراً وإيقاف عمـل الشركات التركية في العـراق، وأي تهـاون مـن قبـل الحكومة العراقيـة في اتخاذ الإجراءات الرادعـة لمنـع العـدوان وحمايـة الشـعب العراقـي مـن هـذه الغطرسـة سـنعتبره تخـاذلا وشراكـة في العـدوان ونؤكـد أن كل مـن يـلـوذ بالصمـت أو يتجاهـل هـذه الجريمة النكراء و يحاول تبريرهـا هـو شريـك للمعتديـن القتلـة، ويمارس خيانة لا تغتفر بحق وطنه وشعبه”.

استنكار المنظمات الدولية لقصف منتجع “برخ”:

استنكرت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة وقالت في بيان: “يعاني المدنيون مرة أخرى من الآثار العشوائية للأسلحة المتفجرة. وبموجب القانون الدولي، يجب ألا توجه الهجمات إلى السكان المدنيين”، داعية إلى “إجراء تحقيق شامل لتحديد الظروف المحيطة بالهجوم”.
وأكد كل من البعثة، الجامعة العربية، فرنسا، وألمانيا على “ضرورة احترام سيادة جمهورية العراق وسلامتها الإقليمية في جميع الأوقات”.

وأصدرت الولايات المتحدة الأمريكية بياناً أدانت فيه الهجوم، وقالت :” إنه أمر غير مقبول وينبغي على تركيا أن تحترم إلتزاماتها بموجب القانون الدولي”، وقدمت التعازي لأسر الضحايا ،وشدد على دعمها القوي لحماية سيادة العراق.

ومن جهة أخرى، احتج الشعب العراقي في أرجاء البلاد بشكل كبير وأُحرِقَ العلم التركي أمام القنصلية التركية في منطقة الوزيرية.
ونظم العشرات من أبناء الموصل، وقفة احتجاجية في ساحة الاحتفالات شرقي المدينة منددةً بشعارات تندد بالدولة التركية التي تسببت بمجزرة بحق المدنيين في منتجع برخ السياحي بمدينة زاخو، مطالبين بإغلاق القنصلية في الموصل فضلا عن طرد السفير التركي في العراق كردة فعل حكومية على ما جرى من استهداف.


الرد التركي على الاستهداف:
زعمت وزارة الخارجية التركية، أنها ضد أي هجوم يستهدف المدنيين في الأراضي العراقية، وأن هجماتها هناك تستند إلى القانون الدولي، مدعيةً أن القصف الذي أسفر عن مجزرة بحق المدنيين في مدينة زاخو، يقف ورائه المقاتلين الكرد في حزب العمال الكردستاني “PKK”، المعارض للسياسات التركية ضد الكرد.
وقالت في بيانها: “إنها حزينة حول النبأ الذي تلقتها بسقوط ضحايا في قرية برخ السياحية بمدينة زاخو، نافية مسؤولية قواتها عن هذه المجزرة، ودعت المسؤولين العراقيين بالابتعاد عن الادلاء بأي تصريحات تحت تأثير حزب العمال الكردستاني، مطالبة حكومة بغداد بالتعاون للكشف عن الجناة”.

هذا وتستمر الدولة التركية في زعزعة أمن واستقرار المناطق الآهلة بالسكان بالمدنيين في العراق و شمال وشمال وشرق سوريا، حيث تستهدف بشكل شبه يومي عدة مناطق في شمال وشرق سوريا أمام صمت تام من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى تهديداتها الأخيرة لبدء عملية عسكرية جديدة في المنطقة إلا أنها لم تتمكن من الحصول على موافقة القوى العظمة في المنطقة.

شاهد أيضاً

لينا ميرزا.. هدفنا كسر حاجز الخوف لدى الأطفال، ودمجهم في المجتمع

تقرير: دلما حمو، مراسلة Nûdem ١- Nûdem: كيف تبلورت فكرة المركز لديكم، وكيف بدأت؟ كنت …

3 تعليقات

  1. Right here is the right site for anyone who really wants to understand this topic. You know so much its almost hard to argue with you (not that I really will need toÖHaHa). You definitely put a new spin on a topic that has been written about for years. Great stuff, just great!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *