إهانة النساء في سوريا يحميها القانون

حاورتها: فيان إبراهيم، مراسلة Nûdem

في حوار أجرته مراسلة Nûdem، مع” ماريا عباس” الصحفية السورية و الناشطة النسوية، وعضو متطوع في كروب أصوات نسوية كردية، حول العنف ضد المرأة في المنطقة، وتعليقها على مقطع فيديو مصور انتشر منذ يومين يتضمن مشاهد بشعة لإهانة فتاة وضربها من قِبل ذويها بحجة الشرف، حيث قالت:
“شخصياً لم أستطيع أن أتابع المشهد العنيف جداً لأكثر من ثواني, كان المشهد مرعباً ومعبر عن مستوى الجهل والتخلف الذي تفشى في المجتمعات السورية، خاصة في إهانة النساء و تحديداً ممارسة هكذا بشاعة على النساء كأن يتم ضرب النساء بطريقة وحشية في الشارع وتصوير المشهد ونشره كتشجيع لهذا الممارسات، وتخويف و ترهيب النساء بأن هذا سوف يكون مصيركم إن تماديتم أو طالبتم بحقوقكم أو حرياتكم”

وأضافت عباس بأن : ” المشهد كان فظيع جداً حتى أن بعض الأطفال يساهمون في هكذا الممارسات، و أن دل ذلك على شيء فهذا يدل على ما وصلنا إليه من جهل، وسوء الممارسات وتفشي القيم الذكورية في المجتمع، في الحقيقة هذا المشهد لم يكن المرة الأولى ولن يكون المرة الأخيرة بسبب تفشي ظاهرة العنف، و انعدام القوانين وتفشي الفوضى التي تحدث في سوريا في أغلب المناطق، في الحقيقة ما يشجع على هكذا الممارسات وجود قوانين لصالح الذكور، كقوانين الوصاية، الولاية التي تعطي الحق للذكور أو للرجال سواءً كان من العائلة أو حتى من خارج العائلة بممارسة هذه الانتهاكات بكل بساطة”.

وأردفت قائلة: “إن هناك قوانين تدعم هذه الممارسات وهي مجحفة بحق النساء أولاً وقيم المجتمع الذكورية ثانياً، وكذلك المجتمعات الدينية تساهم بشكل ما في هكذا ممارسات للأسف الشديد”.

وفي سؤالٍ آخر، كيف يمكن حماية النساء، وخاصة من قبع تحت سيطرة ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش)، أجابت “ماريا عباس” قائلة:” هذه الممارسات ربما كانت موجودة حتى قبل وجود داعش ولكن كانت تحدث في الخفاء أو بطرق سرية لم يتم مشاهدتها من قبل الناس، أما في ظل توفر وسائل التواصل الإجتماعية أصبح من السهل أن يتمكن أي شخص حتى لو كان جاهلاً ، بتصوير ما يرغب به ونشره لأهداف معينة، كالنشر لبث الخوف و الرعب، ودعم هكذا ممارسات من قبل الذكور في هكذا مجتمعات جاهلة”.

كما أكدت على أن تنظيم الدولة الإسلامية داعش ساهم في نشر هذا الممارسات تحت إسم الإسلام وأصبحت تلك المناطق أكثر عرضة لهذه الانتهاكات على نساء خاصةً تحت حماية التشريعات، وحماية المجتمع من الفساد وكأن المجتمع متوقف فقط على مراقبة النساء.

وأشارت أيضا إلى وجوب قيام السلطات الأمنية والجهات المعنية بحماية النساء، لان هنالك جريمة في الموضوع، ويجب أن يحاسب فاعلوها.

وفي ختام حديثها ناشدت الأستاذة ماريا عباس الصحافية الناشطة النسوية الجهات المعنية والسلطة الموجودة في المنطقة بممارسة دورها في حماية المجتمع من هكذا الممارسات، ومحاسبة هكذا انتهاكات وممارسات بحق المرأة، بالإضافة إلى الجهات الدينية يجب أن تمارس دورها في حماية المجتمع في حماية النساء من هكذا انتهاكات.

كما طالبت وأكدت على الحاجة الملحة إلى نشر الوعي من قبل منظمات المجتمع المدني في هذه المناطق بسبب غياب التعليم الجيد، و تغيب الأطفال عن المدارس وانتشار الجهل الفقر، فهذه الأمور تساعد في نشر هذه الممارسات، كما أن الفوضى وانعدام القوانين أيضاً من أهم أسباب انتشارها.

كما طالبت من الجهات والوسائل الإعلامية أيضاً أن تقوم بدورها بشكل فعال عبر البرامج التوعوية عبر الإذاعة والتلفزيون وجميع المنصات الإعلامية.

استمع لحديث الصحافية و الناشطة النسوية ماريا عباس

شاهد أيضاً

لينا ميرزا.. هدفنا كسر حاجز الخوف لدى الأطفال، ودمجهم في المجتمع

تقرير: دلما حمو، مراسلة Nûdem ١- Nûdem: كيف تبلورت فكرة المركز لديكم، وكيف بدأت؟ كنت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *