تورين حسين _ سيلڤا أحمد
ظهرت في الآونة الأخيرة توتراتٌ بين القوى والأحزاب السياسية الكردية، وباتت هذه التوترات جليةً بعد اعتصام 24 أيلول/سبتمبر الفائت، الاعتصام الذي دعا اليه المجلس الوطني الكردي في سوريا، والذي قوبل بالهجوم بالحجارة.
وعقب الاعتصام بيوم بدأت الهجمات على بعض المكاتب السياسية والإعلامية، ومن هذه المكاتب “مكاتب ال PDKS التابعة للمجلس الوطني الكردي في سوريا ENKS _ مكتب شبكة رووداو الإعلامية _ مكتب حزب التغيير الديمقراطي الكردستاني _ مكتب حزب الوحدة الديمقراطي الكردستاني”.
الهجوم على مكتب PDKS شرقي القامشلي
نشر المجلس الوطني الكردي في سوريا على صفحته على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن مكتبهم في شرقي القامشلي تعرض لهجوم، وأتهم الشبيبة الثورية “جوانيين شورش گر” بذلك، وبكتابة شعاراتٍ تخوينيه، وبخ اللون الأسود على باب وجدران المكتب، والمحلات المجاورة لها فجر يوم 25 أيلول/سبتمبر الفائت.
الهجوم على مكتب حزب الوحدة الديمقراطي الكردستاني
صرحت “سلمى سليمان” عضوة مكتب العلاقات العامة في حزب الوحدة الديمقراطي ل Nûdem:
” بأنه أقدم ثلاث شبان على حرق مكتبنا الكائن في شارع منير حبيب في القامشلي، بتاريخ 28 أيلول/سبتمبر الفائت، حوالي الساعة الثانية عشر والربع ليلاً.
وأكدت سليمان: “إن الأضرار اقتصرت على المادية وحرق العلم الكردي وشعارات الحزب، دون أية أضراراً بشرية”.
وأوضحت سليمان: ” ليست المرة الأولى التي تتعرض مكاتبنا لهذه الحوادث، فمنذ فترة تعرض مكتبنا في الحسكة للتخريب من قبل مجهولين أيضاً، وبعض مكاتب الأحزاب الأخرى، التي هي جزء من المجلس الوطني الكردي”.
وذكرت سليمان: “إننا تلقينا ضمانات من المبعوث الأمريكي، ومن السيد “مظلوم عبدي” بعدم تكرار هذه الأعمال التخريبية، ولكن دون فائدةٍ، والتخريب مستمر”.
وقالت سليمان: “أن الشيء المزعج هو وجود حاجز لقوات الأسايش بالقرب من مكتبنا، لا يبعد خمسون متراً، فكيف يقوم هؤلاء الاشخاص بهذه الأعمال بكل سهولة ومرونة بالقرب منهم دون أن يروهم؟
وتابعت سليمان: “لا نستطيع التعرف على الفاعلين لانهم ملثمون، ولكن باستطاعتي القول إننا تظاهرة قبل عدة أيام أمام أعين القوة الأمنية وأمام كاميرات الإعلام، وتعرفنا على الكثير من الملثمين لكن الأسايش لم تعتقل أو تحاسب احداً من الذين هاجموا التظاهرة وأعتدوا على المتظاهرين.
واختتمت سلمى سليمان قائلةً: “نحن نستنكر هذه الأعمال التي تهدف إلى إضعاف القوى السياسية، وإن أمن وأمان المنطقة مسؤولية الإدارة الذاتية التي تدير المنطقة وعليها محاسبة الفاعلين، واذا لم يتم ذلك فإننا سنفسر الأمر على أنه يتم بأمرهم وعلمهم”.
الهجوم على مكتب PDKS غربي القامشلي
صرح “محمد سعيد” عضو اللجنة المركزية للمجلس الوطني الكردي في سوريا ل Nûdem بخصوص الهجوم على المكتب الغربي للمجلس الوطني الكردي في سوريا، قائلاً:
“تعرض مكتبنا لهجومٍ بتاريخ 28 أيلول/سبتمبر الفائت، ما بين الساعة الواحدة والنصف والثانية بعد منتصف الليل، من قبل ثلاثة شبانٍ ملثمين”.
وأردف “سعيد” أن الشبان الثلاثة قاموا بحرق علم المكتب، ومن ثم كسر الشبابيك وإلقاء قنبلة مولوتوف إلى داخل المكتب، ثم مشوا دون خوف.
وأضاف “سعيد” ان الأضرار اقتصرت فقط على المادية، وأن الجيران هم من أطفوا الحريق.
وأختتم “محمد سعيد” حديثه باتهام الشبيبة الثورية “جوانين شورش گر” بذلك عقب حرقهم لمكتب شبكة روداو ومكتب الوحدة الديمقراطي الكردستاني في ذات اليوم.
الهجوم على مكتب شبكة رووداو الإعلامية
أصدرت شبكة رووداو الإعلامية بياناً بتاريخ 28 أيلول/سبتمبر الفائت، حول الاعتداءات المتكررة على مكتبها في مدينة القامشلي.
حيث تضمن البيان أن المكتب تعرض إلى هجومٍ بقنابل المولوتوف في تمام الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق بعد منتصف الليل، وإن اللذين هاجموا هم ثلاثة أشخاص ملثّمين ومقنّعين.
وبحسب بيان الشبكة انه ظهر في كاميرات المراقبة قيام فتيان في مقتبل العمر بإلقاء قنابل مولوتوف إلى داخل المكتب، فيما قام الثالث بتصوير عملية الهجوم.
وأضاف البيان أن الهجوم بالقنابل الحارقة اسفر إلى اندلاع الحريق في الطابق الأرضي من المكتب، الأمر الذي أدّى إلى إتلاف بعض المعدّات وإلحاق الأضرار المادية بالمكتب وبمحتوياته.
وأشار البيان بأن هذا الهجوم كان المرّة السادسة التي يتعرّض فيها مكتب شبكة رووداو الإعلامية في مدينة قامشلو للهجوم، دون أن تقوم الجهات المسؤولة بإلقاء القبض على أيّ من الذين يقومون بشنّ تلك الهجمات.
وأُردف البيان بأن الهجمات الخمس السابقة تمّت من قبل الشبيبة الثورية “جوانين شورش گر” التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، حيث قام المهاجمون علناً بإلقاء الحجارة على المكتب، بحسب البيان.
وأُختتم البيان بطلب شبكة رووداو الإعلامية من الأجهزة المعنية في الإدارة الذاتية أن لا تلتزم الصمت، وأن لا تقف مكتوفة الأيدي أمام الهجوم على الشبكة، مثل المرّات السابقة.
كما طالبت الشبكة كافة منظمات المجتمع المدني وجميع مناصري حرية العمل الإعلامي بأن لا تقف صامتة حيال هذا الهجوم، وأن تتّخذ موقفاً وتمارس الضغط من أجل حماية الزملاء الإعلاميين، ومكتب شبكة رووداو الإعلامية في غرب كوردستان.
الهجوم على حزب التغيير الديمقراطي الكردستاني
مثل بقية المكاتب الأخرى تعرض مكتب حزب التغيير الديمقراطي الكردستاني لهجومٍ، لكنهم أكتفوا بتوضيح الأمر على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، “بقيام مجهولين بإلقاء قنبلة يدوية على مكتب الحزب _ فرع الحسكة للمرة الثانية، بحدود الساعة الحادية عشرة إلا عشر دقائق، واقتصار الأضرار على مادية فقط”.
بيان المجلس الوطني الكردي في سوريا
أصدر المجلس الوطني الكردي في سوريا تصريحاً بتاريخ 27 أيلول/سبتمبر الفائت، بخصوص اعتداءات منظمة “جوانن شورش كر” على مكاتبها وعلى الاعتصام الذي دعت اليه، بحسب قولهم.
وجاء في البيان ” بعد الاعتصامات السلمية التي دعا إليها المجلس الوطني الكردي تنديداً لبعض القرارت، واستمرار الاعتقالات وفرض الاتاوات على الناس، قوبل الاعتصام بهجوم الشبيبة الثورية واعتدائهم على المعتصمين والاعلاميين المتواجدين، استمرت اعمالهم الترهيبية بالاعتداء على مكاتب احزاب المجلس وحرقها وكتابة الكلمات التخوينية البذيئة على جدرانها في كل من ديريك وجل اغا وقامشلو وتوجيه التهديدات لبعض أعضاء المجالس، إضافةً إلى اختطاف كل من “جومرد خلف” في الحسكة “وزياد محمد شريف” في القامشلي نفس ليلة الاعتصام، وبعد اهانتهم وضربهم بشكل مبرح تم اطلاق سراحهم، بحسب بيان المجلس.
وأختتم المجلس الوطني الكردي في سوريا بيانه بتنديد هذه الاعمال الترهيبية، ودعا قيادة قسد كطرف ضامن للمفاوضات الكردية إلى وضع حد لها، وحظر أعمال منظمة الشبيبة الثورية.
بيان الشبيبة الثورية “جوانيين شورش گر“
اصدرت حركة الشبيبة الثورية “جوانيين شورش گر” في 28 أيلول/سبتمبر الفائت، بياناً جاء فيه: “نحن كحركة الشبيبة الثورية وقفنا كموقفٍ ثوري ضد خط الخيانة، وأي نوعٍ من التعامل مع العدو منذ نشأتنا، لقد قاتلنا على هذا الأساس ودفعنا ثمناً باهظاً، وأن قرارنا في هذا الخط الثوري حتّى النهاية”.
ونفى البيان كل الاتهامات السابقة، حيث ذُكر في البيان: “انه في الآونة الأخيرة حدثت بعض الممارسات التي لم ننظمها ولم نقم بها، مثل الهجوم على مكاتب PDK_RK التي لا علاقة لشبيبة الثورة بها.”