تورين حسين: مراسلة Nûdem
تتبع المعتقدات اليزيدية حركة الفصول، وهي على ارتباط وثيق بعناصر الطبيعة في تحديد أعيادها وطقوسها، ويعتقد المؤرخون أن الديانة اليزيدية مستلهمة من مصادر قديمة عدّة، منها الديانات البابلية والأشورية القديمة، وتقاليد عبادة إله الشمس في الشرق.
تلك البوتقة من المعتقدات، أخذت شكلها الحالي بعد امتزاجها بتقاليد الزهد والتصوّف التي ارساها الشيخ عدي بن مسافر الذي عاش في القرن الحادي عشر للميلاد، ودفن في معبد لالش المزار المقدس الأكبر لليزيدين في العالم، حيث يقع المعبد في قضاء شيخان شمال محافظة نينوى العراقية في إقليم كردستان.
حين يشتدّ حرّ الصيف، ينعزل رجال الدين اليزيدين عن محيطهم، ويبدئون طقوس صوم الأربعين يوم الخاص بأيام السنة الأكثر حراً، بدءاً من حزيران الماضي، وحتى الثاني من آب المقبل، ولهذا الصوم تقليد موازٍ في فصل الشتاء خلال الأيام الأقصر والأشد برداً من السنة.
أنواع الصوم لدى اليزيدين
صوم إيزي، وهو فريضة على كل اليزيدين لثلاثة أيام في منتصف شهر 12 من كل عام. ويبدأ يوم الثلاثاء، وينتهي صباح الجمعة، ويكون ذلك اليوم يوم عيد.
أما الصوم الثاني، “فهو صوم يقتصر فقط على رجال الدين الذين فرض عليهم صوم أربعين يوماً في الصيف وأربعين يوماً في الشتاء”، بحسب رئيس القوالين.
يلي صوم أربعينية الصيف عيد يسمى العيد الكبير أو عيد جيل هافين، ويتجه فيه رجال الدين بمختلف رتبهم إلى لالش لأداء الصلاة والطقوس، في بداية آب من كل عام، وعلى المنوال ذاته، يلي أربعينية الشتاء أيضاً عيد احتفالي بانتهاء الشتاء القارس، في الأيام الأخيرة من شهر كانون الثاني كل عام.
ما هي طقوس الصوم اليومية؟
تشابه طقوس الصوم اليزيدي طقوس صوم شهر رمضان لدى المسلمين، إذ تتبع حركة شروق الشمس وغروبها.
ويصف المسؤول الإعلامي في المجلس الروحاني اليزيدي “نصر حجي خضر” يوميات رجل الدين الصائم قائلاً: “ينهض صائم الأربعين من النوم في وقت السحور، ويصادف بين الثالثة والنصف والرابعة فجراً صيفاً في العراق. يغسل وجهه ويصلي دعاء الفجر، ويتناول السحور، ثم يبقى في خلوة أو مكان معزول مخصص للعبادة طول الأيام الأربعين، حيث يؤدي صلوات وأدعية وتراتيل وطقوساً دينية خاصة، ويستمر بذلك حتى غروب الشمس، حين يغسل وجهه دعاء الغروب، ويتناول الفطور، وبعد الفطور يمكن أن يستقبل شخصاً أو شخصين من المتعبدين فيسردون القصص الدينية، ويتطرقون لأمور تتعلق بالعبادة”.