خاص Nûdem
لوند حسين، خريج كلية الإعلام 2009، مارس العمل الصحفي كمُراسل لعدة مواقع الكترونية كُردية منذُ عام 2002 كمُعِدٍ للأخبار، والتقارير الصحفية والمُقابلات مع السياسيين والكُتاب والمُثقفين والنُشطاء، بشكل رئيسي لموقع قامشلو.كوم باسم سيپان الملا، وسرهلدان مللي لموقع شبكة الأخبار الكُردية KNN، وكان يعمل باسمه الصريح لموقع ولاتي.مه. حالياً مُتفرغ طوعي للعمل النقابي الصحفي، كعضو مكتب تنفيذي لـِ اتحاد الصحفيين الكُرد السوريين.
في لقاءٍ معه تحدث الصحافي لوند حسين عن ما يجري في روجآفا، وتقييم الإعلام، وأبدى تخوفه من الوضع الراهن لعدم وجود قوانين تحمي الصحافيين، وعدم الإلتزام بالمواثيق والتعهدات الدولية.
- كيف تنظرون للصحافة، والإعلام في روژآﭭايي كُردستان؟
عندما نُريد أن نُقيم الإعلام في روژآﭭايي كُردستان، لابُد لنا أن نعود للقوانين والتشريعات الموجود في هذه المنطقة، ونُقارنُها بمدى تماشيها مع القوانين والتشريعات الدولية الخاصة بالعمل الصحفي؛ بُكُل أسف وفي مُقاربة أولية نصطدم بمُخالفة تلكَ القوانين للمواثيق والتعهدات الدولية التي تُقر بضرورة إفساح المجال للصحفي بمُمارسة عملِهِ بكامل الحُرية ونقل الحقيقة للمُتلقي، الذي هو الجمهور (الرأي العام)؛ إلا أنَّ التقييدات والموانع أمام الصحفي تعكُس سلباً على قيام وسائل الإعلام بدورها الرئيس كسُلطة رقابية على الحُكام والمسؤولين؛ مما يؤدي إلى تفشي وانتشار الفساد، وبدورهِ يُولد إدارة، أو حكم شمولي أُحادي التوجه، ليدفع بالسُلطة نحو التفرُد والدكتاتورية.
باعتقادي لو استمرَ الحال على هذا المنوال، فلا أتنبأ بمُستقبل للصحافة، والإعلام في روژآﭭايي كُردستان؛ بالمُقابل عندما نُقارن المسألة من الناحية الكمية بباقي المناطق السورية، عندها يُمكنُنا القول: أنَّ روژآﭭايي كُردستان تشهدَ هامشاً واسعاً للعمل الإعلامي أكثر من كافة المناطق السورية، بالرغم من تقييد وسائل الإعلام العاملة بقوانين صارمة، لا تُجيز للصحفي نقل بعض الحقائق بِحُرية.
- هل تعتقدون أن مصير الإعلام في شمال وشرق سوريا لها مستقبل ، أم ماذا؟
مصير الإعلام يرتبط بمدى جدية الإدارة الحاكمة بدمقرطة، وعصرنة قوانين الإعلام، فلا يُمكن أن نشهد ونقول بوجود مُستقبل لوسائل الإعلام دونَ إفساح المجال للصحفي بِكشف الحقائق ونشرها بكامل الحُرية ودونَ قيود وإملاءات.
- بالنسبة لكم ماهي معاييرحرية الإعلام وكيف تنظرون إليها؟
هُناك معايير أساسية تُحكم على أيَّ سُلطة، أو حكومة بتوفر حُرية الإعلام لديها من عدمِها، ومن وجهة نظري يُمكنُني ايجازها بالنُقاط التالية:
- حُرية الحصول على المعلومة ونشرِها.
- التسهيلات للصحفيين، أو الوسائل الصحفية بتأسيس محطات تلفزيونية وإذاعات، وإصدار صُحف وتأسيس مواقع الكترونية.
- تعدُدية وسائل الإعلام، بمعنى وجود حرية التعبير لكُل التوجهات السياسية، ان كانت مُعارضة أو موالية.
- إصدار قوانين وتشريعات تُمنع التضييق والتعدي على الصحفيين ووسائل الإعلام.
- بعد فترة سيكون عيد لصحافة الكُردي، كيف تقيمون الصحافة والإعلام الكُردي؟
لا زالت الصحافة الكُردية تُراوح مكانها؛ حيثُ تفشي الرأي، والموقف السياسي على الوسائل الإعلامية الكُردية، بسبب التمويل الحزبي لمُعظمها؛ فهي تفتقر لمصادر تمويل مُستقلة، أو أنَّ الداعمين لتلك الوسائل يُقيدونها بشروط ومواقف سياسية مُعينة، بالرغم من محاولة العديد منها التظاهر بالاستقلالية في برامجها المُختلفة، لاسيما السياسية منها.
كما أننا لا يُمكن أن نغض الطرف عن التطور النوعي في عدد من الوسائل الإعلامية، ومُجاراتِها للوسائل الإعلامية العالمية وتمُيزها من ناحية الحرفية والمهنية في برامجِها، لكنها تفتقر إلى إدارة أكاديمية إعلامية، تُمكنُها من دخول أبواب العالمية بسهولة ويُسر؛ فهُناك دكاترة إعلاميين كُرد، لو فُسِحَ لهُم المجال لكانَ الواقع الإعلامي الكُردي رائع ومُميز، إلاَّ أنَّ التحزُب يقف عائقاً أمام تبوء هؤلاء الأكاديميين لإدارة وسائل الإعلام الكُردية.
5. ماهي المهنية برأيك في مجال الإعلام والخطوات التي من شانها تطوير الإعلام في روژآﭭا؟
تتعلق تطوير الإعلام بوجود مؤسسات تدريب إعلامية مُستقلة، تضع على عاتقِها تطوير العمل الإعلامي بتمويل وتسهيل من السُلطات الحاكمة، بشرط عدم التدخل في عملها أو وضع التزامات على مؤسسات تطوير العمل الإعلامي، ويُمكن لهذه المؤسسات القيام بـ:
- تفعيل الأداء الإعلامي والارتقاء بهِ من خلال برامج تدريب نوعية للصحفيين بجلب مُدربين أكفاء وخُبراء أجانب.
- تزويد الصحفيين بالمعلومات، والأساليب الحديثة للعمل الإعلامي من خلال الورش التدريبية.
- تدريب الصحفيين على كيفية التواصل مع الجماهير باحتراف وتَميُز، وذلكَ بصقل خبراتِهُم وتنمية قُدراتِهُم بمُختلف مجالات العمل الإعلامي.
أعتقد أن القيام بتلك الخطوات، يُمكن أن نشهد تطوراً لوسائل الإعلام المُختلفة، مع ضرورة الاعتماد على توجيهات وإرشادات الخُبراء الإعلاميين المحليين والأجانب.
لا يزال الواقع الإعلامي الكُردي في حالة يُرثى لها، ومع التطوى الهائل لوسائل الإعلام في العالم لا نزال نبحث عن كيفية تطور الإعلام الكُردي، وخاصة في روجآفاي كُردستان وشمال سوريا.
شكر خاص للصحافي لوند حسين المقيم حالياً في ألمانيا احد مؤسَّسي لـ اتحاد الصحفيين الكُرد السوريين. في روجآفاي كُردستان، وعضو مكتبها التنفيذي.