ريبورتاج.. عزالدين ملا
ما يحصل خلال هذه الفترة من تحركات كوردية واقليمية ودولية المكثفة والمتسارعة، تدل على ان هناك تغييرات كبيرة على الساحة الشرق الأوسطية، وهذا ما تؤكده بعض التصريحات التي تخرج بين فينة وأخرى من مسؤولين سياسيين أو أمنيين لدول إقليمية وكبرى.
التحركات الدبلوماسية الكوردية الحالية، وخاصة من قبل رؤساء إقليم كوردستان في المؤتمرات الدولية واللقاءات الجانبية مع الدول المؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، لها مدلولات وأبعاد سياسية.
وأيضاً، التحركات لمسؤولين رفيعي المستوى للعديد من الدول إلى إقليم كوردستان، ولقائهم مع مسؤولي الاقليم، وعلى رأسهم الزعيم مسعود البارزاني.
بالإضافة إلى بحث جميع التطورات الميدانية على الساحة السورية، إن كان في إدلب أو في المناطق الكوردية، وسبل تحقيق مستقبل أفضل للسوريين عامة والكورد خاصة من قبل مسؤولين كبار لكل من أمريكا وروسيا والدول الأوروبية مع مسؤولي اقليم كوردستان، وخاصة المرجع الكوردي الزعيم مسعود البارزاني.
وكذلك، العمل الحثيث على المستوى الدولي لتحقيق تقارب كوردي كوردي، وتبيان الموقف الكوردي الموحد تجاه مستقبل مصالحهم ومصالح الدول المعنية في الشأن الإقليمي والكوردي.
عن كل هذه التطورات والتحركات السياسية والدبلوماسية، تبادر الى اذهاننا بعض التساؤلات…
1-ما رأيكم وتحليلكم الشخصي لكل ما يجري خلال هذه الفترة، من تطورات ميدانية في غرب سوريا، والتحركات الدبلوماسية في شرق سوريا؟
2-ما تفسيركم، في توجه جميع مسؤولي الأمريكان والروس المعنيين في الشأن السوري إلى إقليم كوردستان، ولقائهم مع مسؤولي الإقليم، وعلى رأسهم الزعيم مسعود البارزاني؟
3-هل التحركات الحالية من قبل بعض الأطراف لتحقيق التقارب الكوردي مثمر حسب تحليلكم، ولماذا؟
4-كيف ترون وضع الكورد خلال الفترة القادمة، هل سيبقى على حاله كما الآن؟ أم هناك شيء جديد يلوح في الأفق؟ ولماذا؟
المجلس الكوردي وتحركاته الدولية الأخيرة، خطوة في اتجاه الصحيح
تحدث ريزان شيخموس سكرتير تيار مستقبل كوردستان سوريا، بالقول: «تشغل سوريا منذ بداية الثورة وحتى الآن محط أنظار الكثير من الدول الكبرى في العالم والمنطقة، وأصبحت نقطة التقاء مصالحها، وتحولت شمال وشمال شرق سوريا في المرحلة الاخيرة وخاصة بعد أن تجمعت المعارضة فيها إلى ساحة صراع حقيقية بين الدول المتنفذة في سوريا، في ظل انعدام أية ارادة دولية حقيقية لإيجاد حل سياسي دائم وشامل للأزمة السورية، ولهذا كل دولة تدير هذه الازمة وفقاً لأجنداتها ومصالحها بعيداً عن مصلحة الشعب السوري. وقد تعمّق هذا الصراع في الأيام الاخيرة بين أقطاب اتفاقيتي أستانا وسوتشي، وكل طرف يتهم الآخر بالتنصل من تنفيذ بنودها، رغم إن الواضح في المعادلة إن هذا التصعيد العسكري في ادلب هو بداية جدية لتنفيذ بنود الاتفاقية، وخاصة أن التقدم العسكري للنظام السوري سينعكس عملياً وبشكل ملحوظ في شرق الفرات والمناطق الكوردية في سوريا، حيث يتواجد في هذه المناطق كل أطراف الصراع، وكل طرف سيحاول أن يستغل الواقع الجديد وتأطيره في مجال مصالحه، لذا سيكون الملف الكوردي الأكثر تأثيراً وسخونةً في المرحلة المقبلة وخاصة أن الحكومة التركية استخدمت ورقة حزب العمال الكردستاني بشكل متصاعد في الآونة الأخيرة، وتمكنت من تحقيق الكثير من الإنجازات في هذا المجال، واستخدمت المعارضة السورية في صراعها المتعدد مع بقية الأطراف».
يتابع شيخموس: «ان الصراع الروسي التركي سيترمم وفق مصالح الطرفين، وسيكون على حساب الشعب السوري بكل مكوناته، لهذا ستحاول العديد من الأطراف الدولية بإجراء نوع من التهدئة، وتوحيد الموقف الكوردي لتحقيق نوع من التوازن في صراع القوى، حيث الروس يسعون بـ مُصالحة الكورد من النظام، والأمريكان والأوروبيين يرفضون هذا المنحى من التوجه السياسي الكارثي بحق الشعب الكوردي».
يضيف شيخموس: «منذ بداية الثورة السورية كان الملف الكوردي السوري في عهدة قيادة إقليم كوردستان، وخاصة الرئيس مسعود البارزاني، والذي قدم كل أشكال الدعم السياسي والعسكري والإغاثي والمجتمعي لكل السوريين وخاصة الكورد منهم، وحاول الكثير من أجل إيجاد نوع من الوحدة والتفاهم بين الأطراف الكوردية في سوريا ليكونوا في المسار الصحيح في الساحة السورية، ولكن للاسف الـ “ب ي د” أعاق كل هذه المساعي، ورغم ذلك لا زال الرئيس مسعود البارزاني والقيادة الجديدة للإقليم يقدمون كل الإمكانات المتاحة لديهم لتأمين كل الظروف السياسية لوحدة الموقف السياسي الكوردي، وحل القضية الكوردية في سوريا، والتواصل مع كل الأطراف الدولية لمساعدة الشعب الكوردي في سوريا للخلاص من كل أشكال القهر والاحتلال والظلم، وأدانوا كل الممارسات المجحفة بحق الكورد والتغيير الديمغرافي في مناطقهم وخاصة التصريحات الأخيرة في المؤتمرات الدولية. وان الأيام المقبلة ستكون حافلاً بالتطورات والأحداث الجديدة في المناطق الكوردية وسوريا وإن القضية الكوردية أخذت المنحى الدولي، وأصبح يُراهن الكثير من الدول على الملف الكوردي واستخدامه».
يعتقد شيخموس: «ان الزيارة الأخيرة للمجلس الوطني الكوردي إلى تركيا وعقده اجتماعاً مع وزير الخارجية التركية خطوة بالاتجاه الصحيح من حيث تحريك الملف الكوردي، واستخدامه في الطريق الصحيح للتمكن من إزالة كل العقبات أمام حل قضية الشعب الكوردي في سوريا، وإنهاء كل الممارسات المجحفة بحق شعبنا، وإيقاف التغيير الديمغرافي في المناطق الكوردية المحتلة، وهذا التحرك سيكون مساهماً في التوصل مع باقي الأطر السياسية لصياغة مشروع كوردي سوري يساهم في وضع القطار الكوردي على السكة الصحيحة، ولن يكون هناك حل نهائي للازمة السورية دون تأمين كافة الحقوق المشروعة للشعب الكوردي وصياغة هذه الحقوق في الدستور السوري الجديد».
لن يكون هناك حل سوري من دون إيجاد حل عادل للقضية الكوردية في سوريا
تحدّث حواس عكيد، عضو هيئة التفاوض السورية، بالقول: « في الحقيقة المتابع لمسار الخط البياني للأحداث والتحركات السياسة في سوريا اعتباراً من اتفاقية استانا 2016 حتى توقيع اتفاقية سوتشي 2018، يدرك تماماً كيف تتجه بوصلة الأحداث نحو تلاشي مناطق خفض التصعيد الأربع، لأن هناك قراءات ووجهات نظر مختلفة لدى الدول الضامنة لها، روسيا وايران من جهة، وتركيا من جهة اخرى.
وما حدث ويحدث في ادلب كان متوقعاً لأن هدف الروس من اتفاقية سوتشي 2018 كان مخططاً وممنهجاً ويصب في هذا الاتجاه، وقد حذّرنا من ذلك مراراً وتكرارا، لأن غاية روسيا من استانا وسوتشي هو تحقيق هدفين أولهما هو إفراغ القرار 2254 والعملية السياسية في جنيف من مضمونهما، وثانياً تنفيذ الطرح الروسي المعروف ألا وهو سيطرة النظام على كافة الجغرافيا السورية، متذرعين بمكافحة التنظيمات الإرهابية مثل هيئة تحرير الشام التي تركوها أصلاً من أجل هذا الهدف، بالإضافة إلى الخلافات الموجودة بين روسيا وتركيا في الملف الليبي التي تؤثر سلباً على تفاهماتهم في سوريا، وشرق الفرات ضمناً.
كما هو ملاحظ ويدركه المتتبع للشأن السوري، فشرق الفرات هو منطقة نفوذ أمريكية، وتوقيع تركيا لاتفاقيتين منفصلتين مع كل من أمريكا وروسيا بشأن تلك المنطقة، دليل على أهمية هذه المنطقة التي تدركها الولايات المتحدة الأمريكية وتريد الحفاظ على تأثيرها الحقيقي فيها لتحقيق أهداف استراتيجية عبّرت عنها الإدارة الأمريكية في أكثر من مناسبة صراحةً، وهي منع التوسع الإيراني بقطع الطريق البري الواصل بين إيران ولبنان مروراً من العراق وسوريا، والهدف الآخر هو القضاء على المنظمات الإرهابية ومنع ظهورها مرة اخرى، بالإضافة الى الحفاظ على تأثيرها في تنفيذ القرارات الدولية والسير بالعملية السياسية نحو الأهداف المرجوة منها من وجهة نظرهم، وكما يعلم الجميع لهذه المنطقة أهمية اجتماعية وسياسية بسبب التواجد الكوردي التاريخي على طول الشريط الحدودي الممتد من ديرك إلى عفرين، يعني بعد شرق الفرات أيضاّ، وكذلك العوامل الاقتصادية ووجود النفط والثروات المائية والمحاصيل الزراعية، وبالتالي لهذه المنطقة أهمية كبيرة في معادلات وتوازنات سياسات الدول الفاعلة والمؤثرة في الوضع السوري».
يتابع عكيد: «عندما نستقرئ الواقع في كل من سوريا والعراق، نلاحظ أن هناك تداخلاً كبيراً في الكثير من الأحداث في البلدين، ومسارات الأحداث في البلدين متشابكة مع بعضها بشكل كبير، ابتداءً من مكافحة التنظيمات الإرهابية المتمثلة بداعش وأخواتها وليس انتهاءً بالأوضاع السياسية والعسكرية المتأزمة في البلدين، والكل يعلم مدى التأثير والثقل السياسي لكوردستان العراق والزعيم المرجع مسعود البارزاني على وجه الخصوص، لأنه استطاع أن يثبت بأنه القائد المؤثر في القضية الكوردية في الشرق الاوسط عموماً، القضية التي خرجت من قمقم الدول التي تضم الكورد الى المحافل العالمية، وأصبحت واقعاً ملموساً مؤثراً في توازنات الشرق الأوسط بشكل عام، وبالتالي رسم أي سياسة في المنطقة يجب أن يكون لأربيل رأي فيها حتى تكون عناصر المشهد متكاملة».
يؤكد عكيد: « ان المساعي التي تتم من أجل التقارب الكوردي الكوردي هي تحركات قديمة وجديدة بنفس الوقت، حيث كانت هناك جهود فرنسية وكذلك مساعٍ أمريكية في هذا الاتجاه، بالإضافة الى مبادرات من قوى محلية من أجل هذا الهدف، وكان أسبقها المبادرات والمساعي الحثيثة التي تمت بإشراف رئيس إقليم كوردستان القائد مسعود البارزاني».
ونحن نرحب بكل تحرك يصب في مصلحة الشعب الكوردي، ويلبي طموحاته في حل قضيته العادلة، ولكن ما ينتظره الشعب الكوردي الذي يعاني منذ عقود من الظلم والاستبداد هي النتائج العملية التي ستتمخض عن هذه المساعي النبيلة التي هي محل احترامنا وتقديرنا، النتائج التي تُخرِج الشعب الكوردي والسوري عموماً من الأزمة التي حصدت البشر والحجر بعد ثورة الشعب السوري، والتي أبى النظام إلاَّ أن يحولها الى حرب دموية ضد الشعب المُطالب بالحرية والكرامة على امتداد الجغرافيا السورية».
يضيف عكيد: «لم تعد القضية الكوردية محصورة في النظام أو المعارضة، إنما أصبحت كما القضية السورية جزءاً من التوازنات العامة في المنطقة، ومن غير المعقول العودة بها الى ما قبل 2011، والقضية الكوردية تحتاج لحلول جذرية عن طريق الإقرار الدستوري بالحقوق القومية والسياسية للشعب الكوردي بما يضمن العيش الكريم مع جميع المكونات السورية الأخرى، بتحقيق نظام فيدرالى ديمقراطي تتوزع فيه الثروة والسلطة دون تمييز.
باختصار فالقضية الكوردية في سوريا أصبحت قضية دولية حالها حال القضية السورية وهي جزء من القرارات الدولية التي صدرت بخصوص سوريا وبموجبها نحن جزء من العملية التفاوضية للوصول إلى حل سياسي شامل لسوريا ككل، ولن يكون هناك حل من دون إيجاد الحل العادل للقضية الكردية في سوريا».
إقليم كوردستان تعمل كخلية دبلوماسية فاعلة في الوضع العام للمنطقة والسوري خاصة
تحدث المستشار القانوني، درويش ميركان، بالقول: «التطورات الأخيرة في محافظة إدلب ما هو إلا تنفيذ حرفي مع بعض التجاوزات لبروتوكول سوتشي الموقع بين الروس والاتراك في أيلول 2018، والمتضمن بقاء إدلب في منطقة خفض التصعيد، والتأكيد على نقاط المراقبة التركية وإقامة منطقة منزوعة السلاح خاصة الثقيل منها بعمق 15 -20 كم، وإبعاد جميع الميليشيات الإرهابية عن المنطقة منزوعة السلاح بحلول 15 تشرين الأول 2018، والقيام بدوريات مشتركة، والأهم استعادة حركة الترانزيت من خلال الطريقين M4 وM5.
ويبدو أن تأخير هذا الاتفاق لم يكن في حساب الروس، وقاموا بتنفيذه عن طريق العمليات العسكرية مع بعض التجاوزات التي لم ترضِ الشريك التركي الذي سارع في حشد قواته بالعدد والعدة اللازمة لمواجهة التحديات بالنسبة لها من خلال تأكيدها على المنطقة الآمنة، وبتر أي تواصل جغرافي للوجود الكوردي، والحديث عن أي كلام آخر هو من قبيل ذر الرماد في العيون. وللأسف دائماً يبقى الشعب السوري المدني الأعزل هو من يدفع الثمن الأكبر في لعبة الدول الكبرى والمتحكمة بمصير شعوب المنطقة بسندان الفيتو في مجلس الأمن الدولي ومطرقة المصالح الاقتصادية».
يتابع ميركان: «بالعودة إلى شرق الفرات والتحركات الدبلوماسية، وآخرها لقاء مبعوث واشنطن جيمس جيفري واجتماعه بمظلوم عبدي في إحدى القواعد الأمريكية حسب المصادر الإعلامية، والذي سبقه لقاء في إقليم كوردستان مع الرئيس مسعود البارزاني، وكذلك مع رئاسة المجلس الوطني الكوردي، ظاهر هذه اللقاءات هو توحيد الجبهة الكوردية في مشروع وطني يسع الجميع وهو مطلب كل فئات الشعب.
لكن اللافت في هذا التحرك هو توقيت الزيارة في وقت تحرك قسد باتجاه دمشق ومحاولة التفاوض مع الحكومة السورية على مكتسبات الإدارة الذاتية حسب قولهم، لكن يبدو أن جيمس جيفري حذر القيادات العسكرية الكوردية في سوريا من المضي في هذا الاتجاه تحت طائلة وقف الدعم الأمريكي وفق بعض التسريبات الصحيفة إن صحت. في كل الاحوال، الأحداث العسكرية في إدلب لا يمكن فصلها عن شرق الفرات كما لا يمكن فصل اتفاق سوتشي عن الاتفاق الروسي – التركي بخصوص المنطقة الآمنة بعام 2019، وبذات السياق الاتفاق الأمريكي – التركي عام 2019 بخصوص وقف إطلاق النار شرق الفرات، كل هذه التدخلات السياسة والعسكرية يجب أخذها في الحسبان عند إجراء أي تحليل منطقي لِما يحصل في المنطقة، والبعد الثالث والأهم إمدادات الطاقة السورية وقطع الطريق أمام إيران لجعل سوريا والعراق ممر لعملياتها الخارجية وشل أي تهديد محتمل لإسرائيل عبر حزب الله، والغارات التي تشنها إسرائيل بين الفينة والأخرى على محيط مطار دمشق وبعض الأهداف العسكرية الأخرى، ما هي إلا جزء من هذا السيناريو».
يؤكد ميركان: «إلى دور إقليم كوردستان، كـ “خلية دبلوماسية فاعلة” في الوضع العام للمنطقة والسوري خاصة، نتيجة الزيارات المتكررة لأصحاب النفوذ القوي في المشهد العام سواء الأمريكي أو الروسي وحتى التركي، وعندما نقول كخلية نحل، نعني بذلك “الجهد الدبلوماسي” على الصعيد الداخلي والخارجي في المحافل الدولية كـ “منتدى دافوس في سويسرا ومؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا”، وسواها من اللقاءات التي دأب الجانب الكوردستاني دوماً على تأكيد ضمان حقوق الكورد السوريين في دستور سوريا المستقبل، إضافة إلى جهودهم المشكورة في دعم عملية توحيد الخطاب الكوردي، وإيجاد الأرضية القوية لبناء جسر متين للعلاقة بين أطراف الحركة الكوردية في سوريا».
يضيف ميركان: «ان هذا التحرك الكثيف للدبلوماسية الكوردستانية دعم التحرك الدبلوماسي للمجلس الوطني الكوردي في سوريا في الأشهر الأخيرة سواء داخل كوردستان سوريا أو خارجها، وهو جهد نأمل أن يصب في المصلحة السورية عامة والكوردية خاصة. وربما تكون بادرة فتح مكاتب المجلس الوطني الكوردي واحزابها البداية القريبة لتوحيد الكورد في خندق واحد بعيدا عن خطاب التفرقة، وهو ما لمسناه بعد لقاء قادة المجلس مع وزير الخارجية التركي في تركيا في إعلام حزب الاتحاد الديمقراطي».
بالنسبة للوضع الكوردي في سوريا، يؤكد ميركان: «بأنه ليس بيد الكورد، الوضع السوري عامة هو حالة دولية خاصة لم يشهد العالم مثيل لها، كل الأطراف تلعب على الكل، والكل متمسك بموقفه تحت شماعة مصلحة الشعب السوري، والشعب السوري ذهب إدراج الرياح. هذا التذبذب في المواقف الدولية أشار إليه الرئيس مسعود البارزاني في حديثه مع جريدة الانديبندت عربي البريطانية في ما يتعلق بقضية كركوك، وتعهد الأمريكان بالوقوف بشكل حيادي في حال إجراء الاستفتاء وهو عكس ما حصل من قبل، وكذلك حديث سيادته عن كورد سوريا، وهنا اقتبس حديثه: “أتمنى أن أفهم ماذا تريد أميركا من الكورد في سوريا، إذا كان هناك التزام بحمايتهم فهذا جيد، اما ما رأيناه فكان متقلبا، وهناك شكوك حوله، وأفقد أكراد سوريا الثقة إلى حد كبير بالولايات المتحدة، وهم يحاولون الآن بناء هذه الثقة من جديد وسيأخذ ذلك وقتا”.
ما يهمنا صراحة توحيد الأطر السياسية الكوردية في حالة الانسجام على أقل تقدير، خاصة فيما يخص الوجود والحق الكوردي، هذه المطالب لا يمكن لأي طرف المساومة عليها، ولا يمكن التفريط بها، لأنها بالأساس ليست ملكا لهم، هذه مسألة حياة أو موت بالنسبة للوجود الكوردي، مسألة النضال توارثته الأجيال السابقة، وعلى من يحمل الراية الآن، عليه الحفاظ على هذا الإرث التاريخي النضالي للحركة الكوردية السورية».
ختاماً:
ان التحركات الدبلوماسية لحكومة إقليم كوردستان على المستوى الدولي من أجل دعم الملف الكوردي في كوردستان سوريا دليل على جدية تعاملهم مع هذا الملف من جهة، ومن جهة أخرى التحركات الدولية اتجاه إقليم كوردستان بخصوص ذات الملف، يؤكد مدى تأثير قيادات الإقليم في هذا الاتجاه، لذلك نرى اصرار حكومة كوردستان وخاصة الرئيس مسعود البارزاني على لملمة الاطراف الكوردية، وتوحيد الموقف والرؤية الكوردية اتجاه مستقبل الكورد في سوريا.
القضية الكوردية أصبحت قضية دولية، وجزءًا من القرارات الدولية بخصوص الملف السوري، لم تعد محصورة في النظام أو المعارضة، كما أضحت جزءً من التوازنات المصالحة في المنطقة، ولا يمكن العودة بها إلى الماضي، ولا تحتاج سوى حلول جذرية عن طريق الإقرار الدستوري بالحقوق القومية والسياسية للشعب الكوردي بما يضمن العيش الكريم مع جميع المكونات السورية الأخرى، بتحقيق نظام اتحادي فدرالي تعددي ديمقراطي لسوريا المستقبل.