مادلين عكرش: مراسلة Nûdem
داعش واقتحام سجن غويران في الحسكة:
سجن غويران.. ها هي نهاية أسوء حدث مر على مدينة الحسكة في شمال وشرق سوريا منذ أعوام قد أُعلِنَت اليوم، ففي ال20 من كانون الثاني من العام الجاري شنت الخلايا النائمة لما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هجوماً هو الأضخم والأعنف من نوعه على سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة، لتحرير آلاف من المحتجزين داخله، والذين كانوا قد اعتقلوا على فترات متفاوتة أثناء العمليات العسكرية التي شهدتها مناطق شمال وشرق سوريا، قبل 3 سنوات، الأمر الذي دفع بالمتشددين المسجونين للقيام بعملية استعصاء وتمرّد عنيفة داخل السجن، لم تخمد ولم تنتهي إلا بعمليات أمنية واسعة شنتها قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة طيران التحالف الدولي.
تخطيط مسبق:
عمد عناصر التنطيم المتشدد في بداية هجومهم على السجن إلى تفجير سيّارة مفخّخة عند البوّابة الرّئيسيّة له، ومن ثلاثة محاور؛ شنّوا الهجوم على السِّجن، في مسعى للسيطرة عليه، ولتوجيه ضربات إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تحمي السجن، وذلك بالتزامن مع شن الآلاف من المعتقلين في السِّجن هجوماً على العاملين فيه، كقوى الأمن الدّاخليّ والعاملين في المؤسسات.
وإضافة إلى ذلك، اقتربت سيّارة شحن كبيرة محمّلة بالأسلحة والذَّخيرة من بوّابة السِّجن، ليتمكّن عناصر تنظيم (داعش) المعتقلين، وحين هروبهم من السِّجن، من الحصول على السِّلاح.
تداعيات هجوم داعش على السجن:
هجمات عناصر ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تلك التي اهتزت مدينة الحسكة لها على مدار 5 أيام متواصلة، أدت لنزوج ما يقارب ال45 ألف شخص إلى أحياء أخرى داخل المدينة، كما أنها أدت لفرار عشرات من السجن إلى مناطق متفرقة من شمال وشرق سوريا، أغلبهم مسلحون، الأمر الذي دفع الإدارة الذاتية لفرض حظر تجوال بين المدن والمقاطعات للبحث عن هؤلاء الفارّين.
بعد 6 أيام من الاشتباكات.. قسد المنتصرة:
ستة أيام من الاشتباكات العنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وعناصر تنظيم داعش لم تنتهي إلا بهزيمة الأخير، فقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية انتصارها على المتمردين داخل السجن والسيطرة عليه في هذا اليوم. قسد تكشف حصيلة ضحاياها والقتلى من عناصر داعش المحتجزين الذي عمد وضمن السِّجن، وبشكل وحشيٍّ، إلى تصفية 77 من العاملين في مؤسسات السجن والحراس، وفي الاشتباكات والمعارك خارج السِّجن التي استمرّت سبعة أيّام، فقد /40/ من قوات سوريا الديمقراطية و 4 مواطنين لحياتهم، فيما قتل 374 من التنظيم، وذلك بحسب ما أعلنته القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية في بيانها اليوم الإثنين.
هذا وشكل هجوم داعش على سجن الصناعة في الحسكة “أكبر وأعنف” عملية له منذ أن سقطت آخر معقل للخلافة في باغوز في ريف ديرالزور شرقي سوريا قبل نحو ثلاث سنوات “دولة الخلافة” المزعومة التي أقامها وفقدانه لمساحات واسعة كان يسيطر عليها في سوريا. ويعد سجن الصناعة في مدينة الحسكة من أكبر السجون في شمال وشرق سوريا، ويحتجز فيه أكثر من 5000 عنصر من التنظيم.
وفي النهاية… لم تنهتي المعركة كما شاء ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية، وكما خططوا لها ولم تنطوي صفحة أحداث السجن لصالحهم، ليبقى هنا السؤال مطروحاً حتى تتم الإجابة عنه .. من المسؤول عن تلك الأحداث ؟ وماذا لو سيطر الإرهابيون فعلياً على السجن ؟