دوزي كُرد: مراسلة Nûdem
خالد مشايخ.. عميد السياسة الكردية وصاحب التاريخ المليئ بالنضال والكفاح عرف السياسي الكردي البارز خالد مشايخ السياسة منذ نعومة أظفاره، ومضى سنين عمره في خدمة شعبه وقضيته، تاركاً خلفه تاريخاً مليئاً بالنضال والجهد، أصبح بنتيجته منارة تهتدي بها كافة الأحزاب الكردية ومختلف الأجيال. ولد المناضل الكردي خالد مشايخ في مدينة ديرك بكردستان سوريا عام 1937، وهو من عائلة مشايخ التي يعود أصلها إلى قرية نافيان في منطقة شرنخ بشمال كردستان تركيا.
انخرط خالد مشايخ بالعمل السياسي في سن مبكرة وأمضى بقية حياته في خدمة القضية الكردية، حيث كان من مؤسسي الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا، واُنتخب في القيادة عند التأسيس. ولأهمية دوره السياسي في الحركة السياسية الكردية وجهوده الدائمة في خدمة الشعب الكردي سياسياً واجتماعياً، سمّي بعميد السياسة الكردية.
كان مشايخ من أوائل أعضاء البارتي اللذين زاروا جنوب كردستان في عام 1963، كما كان من الفريق الذي أسس اليسار الكردي الذي سار على نهج البارزاني وكان عضو المفاوضات في خلافات الحزب عام 1965 وشارك عام 1970 في المؤتمر الوطني في كردستان العراق واُنتخب في اللجنة الإستشارية للحزب. لم يفكر مشايخ يوماً بأن يجعل عمله الحزبي أو السياسي سبيلاً للحصول على الأموال، بل على العكس تماماً، فقد باع كل ما يملك في سبيل القضية، بحسب ما صرح في أحد لقاءاته. ومن أشهر أقواله:
“من يصبح غنياً بسبب حزبه فهو ليس بالشخص السويم، أما المناضل الحقيقي من يدفع ويضحّي من أجل قضيته”. لقد حاول والده مراراً أن يبعده عن السياسة وينشأ له عمله الخاص، لكنه أبى ذلك ومضى قدماً في طريقه الذي اختاره وعانى فيه الأمرّين، فقد تسبب عمله السياسي بملاحقته من قبل استخبارات النظام السوري، وبسبب رفض قيادة حزبه لمشروع الحزام العربي الذي نفذه النظام السوري وفرض سياسة التعريب على المنطقة، سُجن مشايخ مع عدد من رفاقه في قيادة الحزب، وبقيَّ ثمان سنوات في السجن.
خلال مسيرته النضالية اعتقل مشايخ مرات عدة حيث بلغ مجموع سنوات اعتقاله أكثر من 9 سنوات قضاها في سجون ومنفردات النظام البعثي. بعد خروجه من المعتقل لم يتوانى يوماً عن خدمة قضيته، فبقي مستمراً على خطّه الوطني القومي كشخصية اجتماعية بارزة ومعروفة. اضطر خالد مشايخ فيما بعد للسفر إلى أوروبا، وأثناء رحلته تعرّض لحادث أليم أدى إلى تعرّضه لكسر في الحوض مما جعله مقعداً وطريح الفراش في العاصمة اليونانية أثينا. وفي عام 2020 استطاع الوصول إلى ألمانيا، لكن معاناته مع المرض بقيت مستمرة دون أي تحسن.
في ال3 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، توفي المناضل الكردي خالد مشايخ في أحد مشافي ألمانيا متأثراً بمرضه عن عمر ناهز ال84 من العمر، قضاه في خدمة قضيته وشعبه.