تقرير: فاطمة خالد، مراسلة Nûdem
تصوير: سعدالدين عثمان، مراسل Nûdem
اعتصم ذوي القاصرين مع نخبة من المثقفين الكرد في مدينة القامشلي للمطالبة بالكشف عن مصير أبناءهم الذين تم خطفهم من قبل الشبيبة الثورية بحسب تصريحهم، وذلك اليوم الأحد ٢٧نوفمبر/تشرين الثاني، أمام مقر الأمم المتحدة في المدينة.
هذا وقد صرحت إحدى المعتصمات “ناز جمبلي ” لمؤسسة قائلة Nûdem الإعلامية قائلةً:
إنه في يوم الثلاثاء ٢٣ الشهر الجاري تم خطف ابنتها “عبير كاسرو” أثناء عودتها من مركز الدورات في الساعة الثانية بعد الظهر وبعد محاولات عدة للاتصال والبحث عنها لم يصلوا إلى أي نتيجة، وأضافت والدة القاصرة والدموع تملئ عيناها:
” بحثنا عن ابنتي لثلاث أيام وذهبنا إلى الحسكة وإلى مناطق كثيرة لكن لم نعثر عليها، الذين قاموا بهذه العملية البشعة مجموعة ترأسهم فتاة تدعى (نالين ) بحسب ما تم إخباري، وبعد الخطف اتصلوا بي وقالوا إن ابنتك أصرت على أن نطمئنك، وتم قطع الاتصال وحتى الآن لا نعلم عنها أي شيء”.
وفي الختام طالبت ناز جمبلي مكتب حماية الطفل “بأن يعيدو لها ابنتها بأسرع وقت ممكن وأن يضعوا حداً لهذه العمليات التي تحرق قلوب الأمهات وتشكل خطراً على المجتمع”، بحسب وصفها.
ملف القاصرات المجنِدات والحركة السياسية الكردية:
لم تتمكن حتى الآن الحركة السياسية الكردية من إيجاد حل لهذه المسألة التي باتت تشكل عبئاً على كاهلها، وفي تصريح لمؤسَّسة Nûdem الإعلامية أشار السيد “حسن صالح ” عضو اللجنة السياسية لحزب الشعب الكردستاني وأحد المتضامنين مع ذوي القاصرات:
“أنهم اجتمعوا هنا اليوم لمساندة ذوي القُصَّر الذين تم خداعهم وخطفهم لغسل أدمغتهم وإبعادهم عن دراستهم وأهلهم، ولجعل ذويهم يعيشون حياة صعبة بعد فراقهم، بحسبه. كما وتابع صالح، “أن خطف القُصر ليس أمراً جيداً إنما هو معاداة لشعبنا، منوهاً بأن الشعب مر بكثير من المعانات والصعوبات، وإنه وبهذه الأفعال يتم دفع الكثير من الشعب إلى الهجرة والهروب من روجافا، مشدداً في الوقت ذاته على تمسكهم بأرض روج آفا مهما حصل ومواصلة النضال والدفاع عن قضيتهم”. دائماً بحسب السيد صالح.
قسد والاتفاقيات الدولية وملف القاصرات:
ومن جهة أخرى، كان ملف تجنيد القاصرات أحد أبرز المواضيع التي تُدار في الساحة الدولية والأمم المتحدة في ظل الصراع القائم في سوريا وخاصة مع المجموعات المسلحة التي كانت تقوم بتجنيد الأطفال علناً. ولم توقع الأمم المتحدة اتفاقية حماية حقوق الطفل إلا مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) متمثلةً بقائدها الجنرال مظلوم عبدي في ٢٩ حزيران/يونيو عام ٢٠١٩الذي وقع هذه الاتفاقية، وتعهد بحل هذا الملف، ومنع تجنيد القُصر ضمن صفوف قواتهم.
وعليه وفي تصريح سابق لوسائل إعلامية، أفاد “خالد جبر” الرئيس المشترك لمكاتب حماية الطفل في النزاعات المسلحة بمناطق الإدارة، “بوجود الكثير من المحاولات لديهم لإعادة الأطفال إلى عوائلهم، مؤكداً بأنهم لن يقبلوا بأن يتم تجنيد الأطفال بشكل قاطع ومن أي جهة كانت، لافتاً إلى تمكنهم حتى الآن من إعادة الكثير من الأطفال من ضمن التشكيلات العسكرية إلى عوائلهم، مؤكداً أيضاً أن محاولاتهم ستبقى مستمرة لإعادة القاصرين الى أهلهم”.