انتهاكات ومجازر تركية بحق سكان وأطفال رأس العين

تورين حسين: مراسلة Nûdem

الصورة رمزية فقط


شن الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة والمتحالفة معه عملية عسكرية وسياسية، وغزو للأراضي في روجآفا وعلى مناطق شمال وشرق سوريا بتاريخ 9 تشرين الأول/ أكتوبر2019 باسم عملية نبع السلام، حيث بدأت العملية بغارات جوية على البلدات السورية الحدودية، وانتهت بسيطرة تركيا على مساحة 8835 كم، وضم أكثر من الف بلدة منها (عفرين – تل أبيض – راجو – جنديرس – أعزاز – سري كانيه –الباب – دابق وشيخ الحديد).

في 12 تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه أعلنت وزارة الدفاع التركية سيطرتها على سري كانيه شرق الفرات، ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان فأن عدد النازحين تجاوز 300 ألف شخص،عدا اعتقال 78 مدنياً في نفس اليوم بذريعة القيام بتحريض الشعب على الكراهية والعداوة، إضافة إلى اعتقال تركيا لـ “هاكان ديمير”رئيس تحرير موقع بيرغون بتهمة الدعاية السوداء. 

وقد تعرضت هذه العملية العسكرية التركية لإدانة واسعة من قبل المجتمع الدولي، بينما أعلنت دول قليلة عن دعمها لتركيا، وشددت روسيا على موقفها من رفض العملية وقامت بنشر قواتها في الشمالالسوري، بالإضافة إلى فرض دول مختلفة الحظر على تصدير الأسلحة إلى تركيا، بينما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على الوزارات التركية وكبار المسؤولين الحكوميين رداً على هذا الهجوم.

الانتهاكات التركية بحق الأطفال

أبلغت السلطات والأطباء الكرد عن عدد من الاصابات بحروق خطيرة، بدت أنها ناجمة عن سلاح كيميائي، وفي ذات السياق أكد هاميش دي بريتون القائد السابق للوحدة الكيميائية والبيولوجية والنووية في الولايات الأمريكية المتحدة بعد عرض الحالة إليه: “إن المسبب الوحيد لمثل هذه الجروح على الأرجح هو الفوسفور الأبيض، وهو عبارة عن مادة شمعية شفافة بيضاء ومائلة للأصفرار حيث تتفاعل مع الأكسجين بسرعة كبيرة منتجةً ناراً ودخاناً أبيضاً كثيفاً تحرق اللحم والجلد تبقي فقط العظام”.

وقد سلطت صحيفة التايمز البريطانية الضوء على قضية الطفل الكري محمد حميد البالغ من العمر 13 عاماً، الذي احترق جسده بالفوسفور الأبيض، وأكدت الصحيفة أن محمد دليل قوي يؤكد استخدام تركيا للأسلحة المحرمة دولياً، وبعد انتشار مأساة محمد على مواقع التواصل الاجتماعي ارتفعت الأصوات التي ناشدت بضرورة محاكمة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في حين نفت تركيا كل هذه الاتهامات.

وصرح وزير الدفاع التركي خلوصي اكار: “أن هذه الادعاءات ما هي إلا افتراءات، وأن الأرهابيين يميلون إلى استخدام الأسلحة الكيميائية لألقاء اللوم على القوات التركية، وذكر أن تركيا لا تملك أية اسلحة كيميائية في مخزوناتها”.

وأفادت الصحيفة نقلاً عن مراسلها “انتوني لويد” الذي غطى القصة: “كانت حروق الطفل كافية لجعل الطاقم الطبي في مستشفى تل تمر يتصلب فزعاً مما شاهده”، وأضاف: “لقد كانت صيحات محمد لا توصف، وكان الحرق من حلقه حتى وسطه، حتى أن أحد الرجال أنفجر باكياً عند رؤية الطفل، وأن أكثر المشاهد تأثيراً عندما صرخ محمد قائلاً: أبي، أبي أوقفوا الحرق، أتوسل اليكم، أوقفوا الحرق”.

عام ونصف على اعتقال تركيا لعمر محمود

ومسلسل تركيا الدموي لم ولن ينتهي عند هذا الحد بل الاعتقال مستمر ومن ضمن اعتقالاتها العشوائية للكرد اعتقال “عمر محمود” وفي هذا الصدد تحدث أحد أقربائه أحمد العلي: “أن عناصر القوات التركية اختطفت ثلاثة مدنيين من بينهم عمر محمود 16 عاماً أثناء محاولتهم الفرار من أماكن الاشتباكات، وهم يستقلون دراجة نارية قرب سوق الهال غربي سري كانيه، وأقتادتهم إلى أماكن مجهولة بعد القيام بتعذيبهم”.

وأوضح علي أن المختطفين موجودين في سجن حران في أورفةالتركية بتهمة التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية، بحسب المعلومات التي حصلوا عليها من المحاميين الذين وكلوهم في تركيا، وأنهم تمكنوا من التواصل مع ابنائهم المعتقلين عن طريق الهاتف.

وذكر العلي إنه تم اطلاق سراح الطفل عمر محمود في نهاية شهر حزيران/ يونيو الفائت، وأن مصير المعتقلين الأخرين مازال مجهولاً ولم تتم محاكمتهما بعد، لافتاً إلى أنه من المقرر أن تتم محاكمتهما نهاية شهر تموز/ يوليو الجاري.

والجدير بالذكر أن منظمة العفو الدولية جمعت أدلة تشير إلى أن القوات التركية والمجموعات المسلحة التابعة لها قد أبدت تجاهلاً مخزياً للحياة المدنية، وارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين بما في ذلك القتل المتعمد والهجمات غير القانونية والخطف والتهجير.

شاهد أيضاً

بيان شبكة صحافيين الكُرد السوريين.

بيان تنديد إلى الرأي العام تدين شبكة الصحفيين الكُرد السوريين بأشد العبارات استهداف طائرة مسيّرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *