ذكرى مذبحة سيفو ضد الشعوب في تركيا تعيد للذكرى همجية الأتراك

صور مذابح الشعب الأرمني والسرياني الأشوري الكلداني على يد العثمانيين، الصورة من النت

قتلٌ، اغتصابٌ، تشريدٌ، وابادةٌ جماعية بحق الشعب الارمني و السرياني الاشوري الكلداني على يد الدولة العثمانية وصمة عار على جبين البشرية، المذابح التي ارتكبت بحقّ الشعب السرياني،  في نهاية الحرب العالمية الأولى على يد العسكر التركي، وتعد مذبحة “سيفو” مقدمة لمذابح السريان على يد الأتراك في نهاية عهد الإمبراطورية العثمانية، والتي تأتي بعد نحو ثلاثة أشهر من مذابح الأرمن.

تعتبر مجزرة سيفو، التي نفذتها السلطنة العثمانية، من أكثر المجازر التي حدثت في القرن العشرين وحشية ودموية، وقد أطلق على هذه المجزرة اسم «مذبحة سيفو» نسبة للطريقة التي قُتِلَ بها السكان الأمنيين من الشعب السرياني.

وقد كان أكثر من نصف ضحايا المجازر في حقّ السريان والأرمن لم يكونوا من القومية الأرمنية، بل كانوا بيث نهرينيين، من طور عابدين وأورفة والعديد من المدن السورية القديمة الأخرى، بالإضافة إلى المدنيين السريان الساكنين في سوريا.

صور مذابح الشعب الأرمني والسرياني الأشوري الكلداني على يد العثمانيين، الصورة من النت

 ومن أهم المجازر التى تندرج تحت اسم «مذبحة سيفو» بين عامي 1914 و1923، مجزرة ديار بكر ومجزرة طور عابدين ومجزرة دير الزور التي هاجر إليها عدد كبير من السريان والأرمن هرباً من القتل، كانت حملة الإبادة متعمّدة ومقصودة من أجل تطهير عرقي ضدّ المسيحيين، وقد تمّ التخطيط والإعداد لهذه الإبادة من قبل، فهذه المجازر قتلت الملايين من السريان والأرمن، ولا تزال الحكومة التركية تنفي وقوع هذه المجزرة من دون أن تقدّم تفسيراً منطقياً لاختفاء كلّ هؤلاء البشر في ليلة وضحاها.

وكلمة سيفو ترمز إلى السلاح الذي استُخدم في عمليات القتل الممنهجة التي تعرض لها المواطنون السريان الآشوريون في الدولة العثمانية عام 1915 وهي السنة التي بدأت بها المجازر في منطقة طور عابدين – وتعرف بالأرامية “شاتو دو سايفو” أو “سنة السيف”. وسميت المجازر كذلك في الأدبيات السريانية.

صور مذابح الشعب الأرمني والسرياني الأشوري الكلداني على يد العثمانيين، الصورة من النت

وبعض المصادر تقوم بجمع جميع المذابح التي أقيمت على يد الدولة العثمانية بحق الأقليات المسيحية فيها على أنها حدث واحد، جامعة بذلك جميع الضحايا مع بعضهم، لذلك عُرفت مذبحة سيفو بالعديد من الأسماء “المذابح الآشورية” و”مذابح السريان”، سُميت بهذا الأسم نظراً لمجموعة متتالية من العمليات الحربية التى شنتها قوات نظامية تابعة للدولة العثمانية بمساعدة قوات غير نظامية، واستهدفت مدنيين آشوريين سريان أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، ويتراوح عدد ضحايا هذه المذبحة من 500 الى 750  ألف شخص من السريان فقط، ومليون ونصف من الارمن، و250 من البونتوس اليونانيين، وتعود وقائع هذه المذبحة عندما قامت الدولة العثمانية بتحريض بعض العشائر  بالهجوم على قرى آشورية سريانية فى السهل، حيث اشتدت تلك المجازر في يناير 1915.

ذكرت المصادر التاريخية أن هذه الإبادة البشعة نُفذت بالقتل الجماعي للشباب، وترحيل النساء والأطفال والعجزة في مسيرة موت إلى الصحراء، إذ تم حرمانهم من الطعام والشراب، وتعرضوا خلال ذلك إلى السرقة والنساء للاغتصاب، ثم القتل.

صورة لتأبين الذكرى المجازر المؤلمة

ومن بين الطرق البشعة التي استخدمها العثمانيون إحراق جماعي كامل لسكان قرية قرة باش أولى القرى السريانية بعد أن نُهِبَت المنازل، وأُحرِقَت، واغتصاب النسوة وقتلهن
ويذكر المؤرخون في ذلك أن رائحة جثث الموتى بقيت في الهواء أيامًا عدة، وأغرقوهم في البحر، وعروهم من ملابسهم، وطرق آخرى بشعة جداً استعملها العثمانيون، وفي ديار بكر لم يسلم منهم كهل ولا طفل ولا امرأة ولا ضعيف.

وفي عام 1914 في مدينة دير الزور أقتحمها الجنود العثمانيين وقتلوا الرجال والنساء والأطفال، ارتكبوا ابشع الجرائم، وعندما كانوا يرون أمرأة حبلى كانوا يتراهنون بين بعضهم على جنس الجنين أن كان ذكر أو أنثى، فيقدمون على شق بطن الأم، وإخراج الجنين ومن بعدها يتركونه مع الأم ينزفان حتى الموت.

تم استخدام العديد من الطرق في قتل المدنيين، وقد كان استخدام السلاح الأبيض الأكثر شيوعا لكونه غير مكلف ومنه انحدر اسم المجازر بالسريانية، وفي بداية المجازر في آمد (ديار بكر) أعتقل حوالي الألف من أعيان البلدة من الأرمن والسريان/الكلدان في بتهمة حيازة أسلحة، بعد أن جُمِعَ مبالغ مالي مقابل لإطلاق سراحهم قرأ عليهم المفتي خبر الصفح عنهم، ومن ثم سُيُّقُوا في شواع البلدة، ووُضِعُوا في عوامات خشبية على نهر دجلة، ثم نُزِعَ عنهم ملابسهم، وذُبحوا، ورُميت جثثهم في النهر.

لوغو للشعب السرياني والرمز الديني للشعب المسيحي الصليب

لم تتوقف المجازر بل حاولت الدولة العثمانية التي غنهارت في الحروب الانتقام من الشعوب، ومن ثم تبيض صفحتها الإجرامية فأقدمت على إجبار بطريرك الأرمن لتوقيع وثيقة ترجيء وفات الأعيان لأسباب طبيعية إلا أنه رفض، فقاموا بقلع أسنانه ونتف لحيته وتم اغتصاب زوجته وقتلها ثم فقأوا عينيه ودقوا مسمارا بجبينه و غيرها من الطرق البشعة التي تقشعر لها الأبدان.


لقد أودت الحرب بحياة مئات الآلاف من السريان في مختلف الأبرشيات وتركت وراءها عددً كبيراً من الأيتام والأرامل ودمّرت كنائس كثيرة وأديرة تاريخية في بلاد ما بين النهرين التي كان لها دوراً مهماً في سالف الأزمان في نشر الحضارة والمدنية، وتبعثرت المخطوطات الثمينة والذخـائر النفيسة والمكتبات الشهيرة، وخلقت جوّاً كئيباً في حياة السريان.


لا توجد إحصائيات دقيقة للعدد الكلي للضحايا، غير أن الباحثون يقدرون أعداد الضحايا السريان بين 500,000 إلى 750,000 ضحية ، لقد كانت المذابح السريانية ذات أهمية توازي أهمية مذابح الأرمن ومذابح اليونانيين البونتوس، لكن على عكسهما، لم يكن هناك أي رد فعلي عالمي بهذا الخصوص، وتم تصنيف المذبحة السريانية كجزء من مذابح الأرمن.

سوريا، الحسكة:

تقرير إلياس عيسى مراسل Nûdem

شاهد أيضاً

تخريج 435 طالب وطالبة من جامعة روج آفا

خاص: Nûdem خرجت هيئة التعليم العالي في إقليم شمال شرق سوريا، يوم أمس الأحد 13 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *