يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام بالتزامن مع أزمة تفشي فيروس كورونا حول العالم، لذا فقد يحتاج الصائم إلى اتخاذ تدابير احترازية إضافية لوقاية نفسه من المرض، وكذلك لإبعاد بعض الأعراض المرضية الأخرى التي قد يتعرض لها بسبب إجراءات الحماية التي نطبقها ضد كوفيد-19.
ومع الاستخدام المستمر للمعقمات والمنظفات والمطهرات، قد يتعرض الجلد للجفاف، خاصة أثناء فترة الصيام وقلة تناول الماء، فكيف يمكننا أن نحافظ على الجلد من الجفاف خلال فترة الصيام؟
“العربية. نت” التقت أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة عين شمس في مصر، الدكتور محمود عبدالله، الذي حاول الإجابة عن هذا السؤال من خلال بعض النصائح للحفاظ على الجلد رطبا خلال شهر رمضان المبارك.
وحول كيفية مواجهة المشاكل التي يتعرض لها الجلد في رمضان، أوضح الدكتور عبدالله لـ”العربية.نت” أن الجلد يتعرض لجفاف بشكل أكبر خلال هذا الشهر، وذلك نتيجة قلة شرب المياه على مدار اليوم. ويلفت إلى أن قلة شرب المياه ليست السبب الوحيد لجفاف البشرة إذ يتأثر الجلد من استخدام المنظفات وكثرة غسل الأيدي واستخدام الكحول.
وأوضح الدكتور عبد الله أن فترة الصيام التي تمثل من 14 لـ 16 ساعة حسب كل دولة، تتسبب بجفاف الجلد، “ولذلك يجب تعويض البشرة حتى لا يكون تأثير هذا الجفاف تراكمي، وذلك من خلال شرب السوائل خلال فترة الـ8 ساعات بعد الإفطار، وتوزيعهم خلال هذه الفترة كلها، كما يجب الاستعانة ببعض الأكلات التي تحتوي على المياه، مثل الحساء، والفاكهة مثل البطيخ والخضراوات مثل الطماطم، لدورها في المساعدة على ترطيب الجلد.
وأكد على ضرورة استخدام المرطبات، إذ لا يوجد ما يغني عنها “ويجب الابتعاد عن غسل الأيدي والوجه باستخدام الصابون للحفاظ على البشرة من الجفاف، واختيار غسولات خالية من الصابون.
وشدد أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة عين شمس على ضرورة الابتعاد عن بعض الأكلات التي نكثر منها في رمضان لتأثيرها السلبي على البشرة ومنها المقليات والأكلات التي تحتوى على سكريات عالية من المشروبات والحلوى الرمضانية والأكلات التي تحتوي على الدهون المُشبعة، “فهذه الأكلات تؤدي إلى تكسير الكولاجين، وتؤدي إلى صعوبة إصلاحه وبالتالي يمكن أن يؤدى إلى الظهور المبكر للتجاعيد على البشرة، لذلك يجب تجنب هذه الأكلات”.
وقال: “ولكي نعمل على تقليل ظهور التجاعيد يمكننا الاعتماد على بعض الأكلات منها الإكثار من الخضراوات حيث تحتوي على مضادات الأكسدة، والفواكه وزيت الزيتون والبقوليات والفواكه التي تحتوي على فيتامين “سي” مثل الفراولة والبطيخ والفواكه الحمراء حيث تحتوي على مواد تسمى “الليكوبين” وهي مواد تعمل على تحسين الجلد”.
ولفت إلى إمكانية “الاستعانة بالشكولاتة السوداء التي تحتوي على نسبة سكريات قليلة، وذلك لاحتوائها على مادة “الفلافينيودز” والتي تعمل على تأخير ظهور التجاعيد من الجلد، وتناول فيتامين “F” والذي يحتوي على بعض الدهون الأساسية وهي حمض اللينولييك وهي متوفرة في بعض الزيوت مثل زيت بذر الكتان وسمك السلمون والتونة”.
ونصح الدكتور عبدالله بالمواظبة على ترطيب البشرة، ويفضل الاستعانة بكريمات تحتوي على فيتامين A أو فيتامين C أو الأثنين معاً لأنهما أكثر المواد المفيدة للبشرة وأكثر المواد التي تعوض الكولاجين الذي تم فقده مع الوقت بسبب العادات السيئة.
وفي نهاية حديثه، نصح أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة عين شمس بعدم الإفراط باستخدام المطهرات، وعند استخدامها يفضل ارتداء القفازات قبل التعامل مع المطهرات لكي لا تلامس البشرة لفترة طويلة، كما يجب تطهير القفازات المستخدمة في التنظيف بشكل مستمر، ويفضل استخدام المرطبات بعد غسل الأيدي واستخدام الترطيب باستمرار ليساعد على عدم حدوث التهابات في الجلد”.