أثار تقرير أصدره اتحاد المؤسسات المعنية بشؤون الاندماج والهجرة مخاوف كبيرة من الأوضاع بالجزر اليونانية التي تستقر فيها أعداد ضخمة من اللاجئين. الاتحاد طالب الدول الأوروبية بتقاسم استقبال اللاجئين.
حذر اتحاد المؤسسات المعنية بشؤون الاندماج والهجرة (سي في آر) من “كارثة إنسانية” في الجزر اليونانية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وطالب الاتحاد في مذكرة بشأن الإصلاح المتعثر منذ سنوات لسياسة اللجوء الأوروبية، كل من ألمانيا ودول أوروبية أخرى ضمن ما بات يعرف إعلاميا بـ”ائتلاف الراغبين”، باستقبال لاجئين من اليونان على وجه السرعة.
كما جدد الاتحاد الذي يضم 8 مؤسسة وجمعية ألمانية تعنى بقضايا اللجوء والهجرة والاندماج، ومقره في برلين، مطالبه للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، للتوصل إلى توافقات بخصوص توزيع عادل وسريع لطالبي الحماية وذلك “بروح من التضامن” بين أعضاء التكتل الأوروبي.
وجاء في المذكرة، التي نُشرت اليوم الثلاثاء 31/ آذار، أن خطط استقبال لاجئين من اليونان مهددة بالإرجاء بسبب جائحة كورونا.
وأوردت المذكرة أنه “يُخشى عقب التطورات على الحدود اليونانية-التركية أن تواجه سياسة اللجوء والهجرة الأوروبية في المستقبل القريب مجددا تفاقمات، لا توجد لها استعدادات بالقدر الكافي حتى الآن من الناحية الهيكلية”.
وتعتزم المفوضية الأوروبية مناقشة مقترحاتها الجديدة بشأن أزمة اللاجئين في اليونان عقب عيد القيامة، منتصف نيسان المقبل.
وتوجد حالياً عدة مؤشرات على أن السلطات اليونانية لم تمتثل دائماً لسيادة القانون. فبحسب تقارير إعلامية فإن اليونان قامت بترحيل اللاجئين الذين وصلوا إلى أراضيها قادمين من تركيا دون التحقق أولاً من طلبات اللجوء الخاصة بهم. فيما يشاع أن بعضهم اعتُقلوا في معسكرات سرية ومنهم من تعرض لسوء المعاملة.
وجاء في المذكرة أن الأزمات الراهنة تبيّن مدى ضرورة إجراء إصلاح جذري لسياسة اللجوء والهجرة الأوروبية، مثل توحيد الإجراءات والمساعدات المقدمة لطالبي اللجوء في دول الاتحاد.
وأوضحت المذكرة أيضا أن الفوارق الكبيرة الحالية بين سياسات اللجوء في الدول الأعضاء تحفز اللاجئين على الانتقال إلى دول أخرى غير المسجلين فيها.
ودعا الاتحاد إلى تمكين اللاجئين المعترف بهم من حرية التنقل والانتقال تدريجيا، مع توسيع الهجرة النظامية إلى أوروبا، والذي سيصب أيضا في صالح تغطية النقص في العمالة الماهرة. وشدد خبراء الهجرة واللجوء على أن مسألة “حماية اللاجئين غير قابلة للتفاوض، ولا ينبغي نسيانها رغم أزمة كورونا”، أو خصوصا في ظل أزمة كورونا.