مؤسسة نودم الاعلامية الحيادية في نقل الخبر
يؤلف الكورد أحد أكثرية المكونات في إيران بعد الفرس والأذربيجانيين، وبالرغم من ذلك قامت السلطات الإيرانية كافة السياسات لصهرهم في البوتقة الإيرانية وذلك من خلال منع التكلم باللغة الكوردية في المدارس والدوائر والمؤسسات الحكومية وكذلك تهجيرهم وتغيير أسماء المدن الكوردية واستبدالها بأسماء أخرى، الأمر الذي ولّد لدى الكورد هناك القيام بحركة قومية تحررية منذ أربعينيات القرن الماضي تجلى في الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني الذي تمخّض عنه ” إعلان تأسيس جمهورية مهاباد”.
وتأسست جمهورية مهاباد في 22 كانون الثاني عام 1946 في أقصى شمال غرب إيران حول مدينة مهاباد، بقيادة القاضي محمد الذي أعدم على يد السلطات الإيرانية بعد 11 شهر من إعلان الجمهورية.
هذا وأُعلن عن قيام جمهورية مهاباد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، شجعت على ذلك عوامل دولية تمثلت في الصراع البريطاني السوفياتي على تقاسم النفوذ في إيران نظراً للثروة النفطية المتوفرة فيها، إضافةً لعوامل داخلية خاصة بالكورد الذين حُرموا من حقوقهم القومية والسياسية في ظل دستور 1906، إذ نمت الحركة القومية التحررية الكوردية متجسدة بتشكيل الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني بزعامة القاضي محمد.
وكان هذا النشاط السياسي الكوردي الذي أدى لتشكيل جمهورية مهاباد، مدعوماً من الاتحاد السوفياتي الذي كان لايزال يسيطر على أجزاء من إيران منذ دخوله 1941 برفقة القوات البريطانية، وقام السوفيات بتأسيس جمهوريتين في منطقة نفوذهم العسكري وهما جمهورية أذربيجان، ومهاباد في المنطقة الكوردية في إيران.
وقد فشلت الحكومة الإيرانية في حلّ الخلافات مع الاتحاد السوفياتي الذي بقي في أجزاء عدّة من إيران على الرغم من الاتفاق على خروجها بعد انتهاء العرب العالمية الثانية، الأمر الذي دفع بالحكومة الإيرانية إلى تقديم استقالتها وتشكيل حكومة جديدة في 27 كانون الثاني 1946 برئاسة قوام السلطنة الذي اعتمد في حل خلافاته مع موسكو على الحل السياسي، إلا أنه فشل في إقناع موسكو بسحب قواتها.
والجدير بالذكر أنّ زعيم الحزب الديمقراطي الإيراني القاضي محمد قد أعلن عن الجمهورية وعاصمتها مهاباد، حيث بلغت مساحتها 30 بالمئة من مساحة كوردستان الشرقية، وجاء إعلان تأسيس الجمهورية بعد أيامٍ من تقديم السلطات الإيرانية شكوى إلى هيئة الأمم المتحدة ضد الاتحاد السوفياتي متهمةً إياها بالتدخل في شؤونها الداخلية.
تقرير مراسلة Nûdem بيرين يوسف
