روجآفاي كُردستان، في مفترق الطرق

روجآفاي كُردستان، في مفترق الطرق

بيرين يوسف: مراسلة Nûdem
في خطوة مفاجئة ونوعية أعلنت أمريكا حليفة قوات سوريا الديمقراطية في حربها على تنظيم داعش “الإرهابي” سحب قواتها من شمال شرق سوريا التي كانت تعتبرها منطقة نفوذ لها، هذا الإعلان فتح الأفق أمام روسيا “الحليف الأهم للنظام السوري” كونه سيجعل من موسكو أحد أهم وأقوى اللاعبين على الساحة السورية بعد أن تقلّص دوره في سوريا وبات الهدف الأساسي من بقاء بعض قواته في سوريا هو جمع معلومات استخباراتية إضافية.
هذا وقامت روسيا بتسيير دوريات للشرطة العسكرية الروسية في مناطق عامودا والدرباسية ومنها إلى مناطق أخرى على خلفية مذكرة التفاهم مع الجانب التركي عقب الاجتماع الثنائي في سوتشي جنوبي موسكو الثلاثاء الماضي،
التدخل الروسي الذي جاء في وقتٍ صعّد فيه الجيش التركي والفصائل الموالية له من شدّة عدوانه على مناطق شمال شرق سوريا، أظهر روسيا بحلّة منقذ المنطقة من حربٍ ضروس، ولتسليط الضوء على هذه النقطة استطلعت شبكة موقعنا جملةً من الآراء التي يمكن أن تفسر ولو قليلاً هذا اللغط الحاصل بين ليلةٍ وضحاها.
فالدكتور كاوى عزيزي قال “إنّ الوضع العسكرى والسياسي الكوردي في سوريا هو نتيجة اتفاقٍ سرّي  روسي –أمريكي  بتقسيم سوريا فيما بينهم، مشيراً أنّ أمريكا انسحبت من المنطقة  بعد أن أمّنت لنفسها نفط سوريا، أما روسيا على مايبدو ستتحمل كامل العبئ السوري فيما بعد.
وتابع” نستطيع القول أنّ روسيا ستنفرد (إلى حدٍّ ما )  بالملف السوري طبعاً أمريكا  تبقى  الحاضر الغائب، فروسيا موجودة لكن بدور أكبر وأصبحت تنافس  أمريكا بالتقرب من الكورد لأنّ قرب ال” قسد ” من أمريكا والتعاون العسكري بينهم كانت تثير حفيظة روسيا إلى حدٍّ ما. مضيفاً أنّ أمريكا وروسيا  تعهدتا على الملأ بأنهم لن يسمحوا بإبادة الكورد , إلى  جانب  كل من الناتو والاتحاد الأوربي , جميعم اتهمو تركيا بارتكابها جرائم حربٍ وانتقدو بشدّة التدخل العسكري التركي .
عزيزي أوضح أنّ الوضع الكوردي مقسم إلى غرب تل أبيض بيد الروس والنظام، رأس العين وتل أبيض بيد تركيا والجيش الوطني السوري , غرب رأس العين/ سري كانيه/ مشمول باتفاق روسي تركي، أما قامشلو فستبقى ثابتة لوجود النظام فيه، وبالنسبة ل  قسد ستنسحب 32 كيلومتراً إلى الجنوب وستخرج من الحاضنة الكوردية , وسيطرأ تغيير على وضع الإدارة لكن إلى الآن غير واضحٍ طبيعة هذا التغيير. ومضى قائلاً ” الاتحاد الأوروبي والناتو يطالبون بمنطقة آمنة للكورد، والروس ليس لديهم أي مانعٍ ويدرسون الفكرة الألمانية وكذلك الناتو، لافتاً أنّ الكورد باتوا على مفترق الطرق ولكن :
*يبدو أنّ الحرب  قد انتهت
*انسحاب ال قسد من المنطقة الكوردية .
*مجيء النظام والروس وتركيا والجيش الوطنى مكانهم.
إننا أمام مرحلةٍ جديدةٍ يتطلب نخبة سياسية جديدة تستطيع إدارة هذه الأزمة، فالجميع فشلوا” على حدّ تعبيره”،
والشعب الكوردي  سيبقى آمناً ولن يتوسع الجيش التركي أكثر، ويبدو أنّ هناك نوع من التفهم  لإنشاء إدارة ذاتية كوردية مع مكونات المنطقة  لكن حدودها وصلاحياتها غير واضحة. ربما سيساعد الروس على تقريب الكورد مع النظام ولربما مفاوضات  ونتائج .
ومن جهته قال كاظم خليفة القيادي في حركة الإصلاح الكوردي في سوريا ” أعتقد أنّ  الأمريكان هم الذين طلبوا من روسيا التدخل في المنطقة التابعة لنفوذهم بعد الموافقة للنظام التركي بالتدخل العسكري  بحجة محاربة قوات قسد التي تعتبرها تركية عدوة لها، واحتلال كري سبي  و سري كانيه وما يحيط بهما، لافتاً أنّ أمريكا بذلك ترضي حليفتها تركيا من جهةٍ وتضع روسيا  في مواجهتها  لما لها من نفوذ في سوريا وتحكّم بنظامها  وهي بذلك تعمل  لجعل  كل القوى المتصارعة على الساحة السورية  في مواجهة بعضها  وفي خدمة أجنداتها  بمنطقة الشرق الأوسط عموماً، فالرئيس الأمريكي لايفكّر إلا بعقلية “التاجر” الذي يسعى لإضعاف الجميع بهدف تحكّمه بالسوق.
خليفة يرى أنّ القوات الروسية لن تستطيع إكمال مهمتها بنجاح لكنها ستسعى  لإثبات وجودها في المنطقة لفترة زمنية معينة، مضيفاً أنّ النظام السوري أضعف من أن يستطيع بسط نفوذه على المنطقة وخاصة بوجود قواتٍ متعددة تناهض وجوده  وعلى رأس القائمة الأمريكان الذين صرّحوا بأنّ بعض جنودهم سيبقون لحماية آبار النفط  ولن يتركوا أجواء المنطقة.
منوّهاً أنّ حلّ المسألة السورية ومن ضمنها المنطقة التي سميت “بشرق الفرات” لايكون بتحديد مناطق النفوذ وتبديل الأدوار  بل من خلال القرارات الأممية والحلّ الشامل بوضع دستور يحفظ حقوق كل مكونات الشعب السوري وفي مقدمتهم الشعب الكوردي حتى ينعم الجميع بالأمان والاستقرار.
واختتم جملة الآراء أكرم جلال أحد أهالي المنطقة والمهتمين بشؤونها بالقول ” الدول العظمى ليست محلّ ثقةٍ لأنها تضع في الحسبان مصلحتها، وفي ظلّ التشرذم الكوردي لا أعتقد أننا سنحظى بكسب شيء ولكن مجرد إيقاف فتيل الحرب وإبعاد المنطقة عن آلة الحرب هو بحدّ ذاته مصدر لإراحة النفس من القلق والتوتر.
جلال يقول” إنه وبحسب توقعاتي فإنّ للإقليم ور فعّال في هذه المسألة وقد يكون قد اتفق مع روسيا والحلف الأطلسي على حصار تركيا اقتصادياً وتغيير أنبوب النفط نحو طرطوس،
مبيناً أنّ روسيا تمدّ أوروبا بالغاز الطبيعي والخوف من مرور الغاز القطري والسوري من تركيا إلى أوروبا روبا سيؤثر على قوة روسيا،

شاهد أيضاً

استقالة القيادية في مكتب المرأة في أنكسي، ونعمة داوود يعتبر الحديث في الشأن العام «قال وقيل »

خاص: Nûdem صورة للسيدة آريا جمعة@خاص Nûdem قدمت السيدة آريا جمعة القيادية في اتحاد نساء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *