الصحفي: سالان مصطفى
تشهد الساحة السورية تعقيدات بالغة نتيجة لتداخل المصالح الإقليمية والدولية، وتعدد الفاعلين الميدانيين وتتطلب عملية
التفاوض بين هيئة تحرير الشام والأكراد آليات محكمة تضمن تحقيق مصالح جميع الأطراف، ومن أهم هذه الآليات، بناء
الثقة المتبادلة، وتحديد نقاط التلاقي فإن التوصل إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف يتطلب جهودًا مضنية، خاصة في
ظل التحديات التي تواجه عملية التفاوض، والتي تتطلب مرونة كبيرة كما يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دورًا فاعلاً
في تسهيل هذه العملية ودعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي شامل.
عندما بدأ أحمد الشرع المعروف بـ “أبو محمد الجولاني” حملته على مدينة حلب في السابع والعشرين من نوفمبر 2024، لم
يكن لديه جيش منظم، بل كانت هناك فصائل متناحرة اجتمعت تحت راية هيئة تحرير الشام، التي كانت تُعرف سابقًا بجبهة
النصرة، والمصنفة كمنظمة إرهابية بموجب الفصل السابع من قانون مكافحة الإرهاب (2170) الصادر عن مجلس الأمن
الدولي في عام 2014.
“أدرج تنظيم جبهة النصرة لأهل الشام في القائمة يوم 14 أيار/مايو 2014، عملا بالفقرتين 2 و3 من القرار 2083
(2012) ككيان مرتبط بتنظيم القاعدة، بسبب ’’ المشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها تنظيم القاعدة
(QDe.004) وتنظيم القاعدة في العراق (QDe.115) أو التخطيط لهذه الأعمال أو الأنشطة أو تيسير القيام بها أو الإعداد
لها أو ارتكابها، أو المشاركة في ذلك معهما أو باسمهما أو بالنيابة عنهما أو دعما لهما “والتجنيد لحسابهما‘‘؛ أو ’’ تقديم
أي أشكال أخرى من الدعم للأعمال أو الأنشطة التي يقومان بها”. (مجلس الأمن، ب.ت)
لم يتوقع أحد أن تتمكن فصائل هيئة تحرير الشام من الوصول إلى دمشق بهذه السهولة، حتى على الصعيد الدولي، باستثناء
الدول التي اتفقت على إنهاء مصير الأسد وتفكيك الدولة، ولا سيما مؤسستها العسكرية.
“يمكن تفسير السقوط السريع والمتتالي للمدن في سوريا بتداخل عدة عوامل، أبرزها حالة الضعف البنيوي التي يعيشها
النظام”. (حبحوب، 2024).
في غضون أيام قليلة، تمكنت حملة “ردع العدوان” من الوصول إلى دمشق، مما أدى إلى انهيار النظام والدولة في أيدي
فصائل غير منظمة وغير مؤهلة لبناء دولة وكان “أحمد الشرع” قد بدأ مفاوضات دولية مع دول كبرى قبل انطلاق الحملة،
حيث وافق على “جميع الإملاءات” من أجل “المصالح الدولية” و”المصلحة الخاصة” خاصة أنه مُدرج شخصيًا على قوائم
الإرهاب الأمريكية، وقد أجرى تغييرات جذرية في أفكاره وتوجهاته السياسية، وأعلن عن عدة تعديلات في هيكل تنظيمه من
الناحية الأيديولوجية والتنظيمية، بهدف الاندماج في الساحة السياسية الدولية.
آلية التفاوض يعتمد على امتلاك كل طرف لمجموعة من الأوراق.
من المعلوم أن التفاوض بشأن أي قضية يتطلب توافر أدوات ووسائل ضغط يمكن الاستفادة منها، سواء كانت سياسية أو
اقتصادية، فلا يمكن للمتفاوض أن يحقق نتائج إيجابية إذا كانت حججه ضعيفة ووسائله بلا قيمة.
“اتفاق يحقق مصالح الطرفين معاً: وهذا النوع من التفاوض يعتمد على وجود مصلحة مشتركة بين الطرفين، وهو ما
يعرف بمصلح Win To Win أي أكسب ودع غيرك يكسب.
المكسب على حساب الخصم: هذا النوع عكس النوع السابق حيث إنه يعتمد على المكسب على حساب الطرف الآخر،
وهو ما يعرف بمصطلح Win To Lose أي أكسب ودع غيرك يخسر، وهذا النوع يحدث في حالة وجود تفاوت في
القوى بين الطرفين”. (جنبي، 2024).
هل يجب على الأكراد التفاوض بناءً على تحقيق مكاسب مشتركة بين دمشق وقامشلو، أم على حساب حكومة دمشق لصالح
الكرد؟
يعتمد ذلك على ما يمتلكه الأكراد من أوراق قوة ووسائل ضغط لحماية مصالحهم الأمنية وحقوقهم المشروعة.
ما هي الأسس التي ستعتمد عليها الحكومة المؤقتة أثناء المفاوضات؟
إن “أحمد الشرع” يفتقر إلى أوراق القوة الضرورية للتفاوض، حيث أنه مدرج على قوائم الإرهاب، على الرغم من الوعود
الأمريكية بإزالته من تلك القوائم كما أن تنظيمه مصنف كتنظيم إرهابي، مما يتطلب اتخاذ قرار جماعي من مجلس الأمن
لإزالته، وهو ما قد يواجه عائقًا بسبب الفيتو الروسي هذا الوضع يمنعه من المشاركة في الانتخابات المستقبلية وكسب
الشرعية الدولية وفقًا لقرارات مجلس الأمن.
تسعى الهيئة حاليًا إلى تحقيق قبول على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي الوقت نفسه، يتعين عليها الاستجابة لمطالب
الأقليات الأثنية والقومية، رغم الضغوط الداخلية والضغوط القادمة من تركيا، وعلى الرغم من الانتهاكات التي تحدث في
بعض المحافظات، والتي تُعتبر انتهاكات فردية بحسب إدارة العمليات المشتركة في ظل غياب التغطية الإعلامية حتى الآن
لا يمتلك “الجولاني” أوراقًا للتفاوض، إذ أن استمراره في السلطة يعتمد على أفعاله وتوجهاته أو على القرارات الدولية التي
ساهمت في الإطاحة بنظام الأسد.
مكاسب على الأرض وأوراق تفاوض لصالح الأكراد.
يمتلك الأكراد أوراق قوة عديدة تتيح لهم التفاوض مع القوى العظمى من جهة، ومع القيادة الحالية في دمشق من جهة أخرى،
إذا ما تمكنوا من إدارة عملية التفاوض بشكل فعّال من خلال استغلال التغيرات الإقليمية والدولية.
أولا: تتمتع الإدارة الذاتية، مدعومة بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بالسيطرة على ثلث الأراضي السورية من ضمنها
غرب كردستان كما أنها تتحكم في أكثر من 70% من الملفات الاقتصادية، مما يعزز موقفها في أي مفاوضات علاوة على
ذلك، تمتلك قوة عسكرية كبيرة، مدربة ومنظمة تحت قيادة موحدة، ولها علاقات قوية مع دول التحالف التي تحارب تنظيم
داعش، بقيادة الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، بالإضافة إلى علاقات مع دول عربية وإقليمية كما أن ملف المعتقلين من
تنظيم داعش ومكافحة هذا التنظيم إلى جانب قوات التحالف يشكل أحد الأوراق المهمة في يد الأكراد.
ثانيا: يمتلك المجلس الوطني الكردي قوة عسكرية تتمثل في بيشمركة روج آفا، بالإضافة إلى علاقات قوية مع إقليم
كردستان، مما يتيح له الحصول على دعم إقليمي ودولي كما أن لديه علاقات مع تركيا، مما يمكن أن يسهم في توضيح
وجهات النظر التركية بشأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونشر قوات بيشمركة روج على طول الحدود.
علاوة على ذلك، يتمتع الكرد بجالية قوية في الدول الغربية، سواء من كرد روج آفا أو من الأجزاء الأخرى من كردستان
مما يمكنهم من الضغط على الرأي العام العالمي من خلال تنظيم مظاهرات حاشدة كما أن جميع أجزاء كردستان يمكن أن
تدعم حقوق الكرد في غرب كردستان سياسيًا واقتصاديًا، وقد تقدم الدعم العسكري إذا اقتضت الحاجة، وذلك بعد توحيد
الصف الكردي حول موقف ورؤية واحدة تتمثل في الفيدرالية لغرب كردستان، وتكون سوريا دولة اتحادية.
نقاط الضعف لدى هيئة تحرير الشام:
تفتقر هيئة تحرير الشام إلى قاعدة شعبية في سوريا، حيث يميل غالبية الشعب السوري نحو التوجهات العلمانية، بالإضافة
إلى ذلك فإن التنوع الطائفي والمذهبي والقومي في البلاد يشكل عائقًا أمام إمكانية إرضاء جميع الأطراف كما أن تعيينات
الهيئة الحالية في وزاراتها تتكون بشكل أساسي من أنصارها أو من يتبنون أفكارًا مشابهة، مما يثير القلق والريبة في الشارع
السوري بشأن مستقبل البلاد.
نقاط الضعف لدى الكرد:
تتميز الساحة الكردية بتنوع كبير في الأحزاب، مما يؤدي إلى اختلاف الرؤى والأفكار هذا التعدد قد يسبب نفورًا بين بعض
الأطراف، مما قد يعيق الوصول إلى نقاط أساسية ومحورية تتعلق بالقضية الكردية في “روج آفا”، بالإضافة إلى ذلك فإن
الارتباطات الخارجية، سواء كانت حزبية أو فكرية قد تشكل عائقًا أمام التفاوض الشامل مع دمشق.
الأنانية الحزبية أو الأنا الكردية
بحسب نظرية التفاعل الرمزي لعالم الاجتماع الأمريكي “جورج هربرت ميد” في كتابه العقل والذات والمجتمع التي
جمع فيها عدة أفكار ومنها أنا(I ) وأنا ((me: يقسم ميد الذات إلى جزأين رئيسيين:
1- أنا (I) – هو الجزء النشط، الذي يتصرف بشكل تلقائي وغير متوقع، وهو جزء من الذات الذي يستجيب للوضع الحالي.
2- أنا المتجسد (Me) – هو الجزء المنظم، الذي يمثل التوقعات الاجتماعية والقوانين والقيم التي يتم تعلمها من المجتمع.
“والواقع أن (جورج ميد) ربط الفرد بالجماعة، والجماعة بالمجتمع من خلال أهمية ودور التنشئة الاجتماعية في البناء
السلوكي والقيمي والاجتماعي والنفسي والتربوي”. (الدوس، 2022).
بناءً على ذلك، يتبين أن معظم الأحزاب الكردية تسعى لتحقيق “الأنا المتجسدة” (me)، حيث تعتمد آمالها على توقعات
وقوانين دولية، ففي عالم السياسة لا توجد توقعات ثابتة أو قيم دائمة، فالأعداء والأصدقاء ليسوا سوى مصالح متغيرة.
للأسف، في ظل هذه الظروف الصعبة، نجد أن القيادات الكردية ليست فقط متمسكة بـ”الأنا المتجسدة”، بل أيضاً بالأنا
الحزبية الضيقة حيث نجد أن الأحزاب الكردية تركز على أفكارها داخل إطار ضيق، دون النظر إلى المصلحة العامة
للقضية الكردية بشكل عام.
الثروات الباطنية:
من المعروف أن معظم الثروات الباطنية في سوريا تحت سيطرة الإدارة الذاتية، مما يمنحها ميزة قوية في مفاوضات تعتبر
هذه الموارد أساسية للموازنة العامة، ويجب التفاوض على أن تُخصص لشمال شرق سوريا وغرب كردستان حصة خاصة،
ليس فقط بناءً على عدد السكان، بل أيضاً استناداً إلى الاستفادة من هذه الثروات التي حُرمت منها المحافظات الشرقية لعقود
طويلة لقد عانت هذه المناطق من التهميش المتعمد ونقص الاستثمار في اقتصادها وبنيتها التحتية.
استراتيجية التفاوض وتداخل المصالح:
كما تم الإشارة سابقًا إلى نقاط القوة والضعف لدى جميع الأطراف، فإن هناك أوراق إضافية يمكن للكرد الاستفادة منها في
سياق سوريا بشكل عام والكرد بشكل خاص من بين هذه الأوراق، العلاقات مع العلويين، الدروز، والمسيحيين، بالإضافة
إلى الأقليات الأخرى التي يمكن التفاوض معها قبل الدخول في مفاوضات مباشرة مع دمشق.
نظرًا لأن السياسة تُبنى على أساس المصالح، فإن مصلحة الكرد تتقاطع مع مصالح هذه الطوائف، حيث إن قربهم من الكرد
من الناحيتين الفكرية والاجتماعية أكبر من قربهم من هيئة التحرير، وبالتالي يمكن للكرد إقناع هذه الطوائف والمذاهب، مما
يمنحهم أوراقًا قوية لدعم فكرة أن تكون سوريا دولة اتحادية فدرالية تضمن حقوق جميع المكونات العرقية والدينية.
أوراق القوة بيد الكرد خارج جغرافية غرب كردستان:
من المعروف أن غرب كردستان يمتد من نهر دجلة إلى البحر المتوسط، حيث يشكل الأكراد أكثر من 75% من سكان هذه
المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، يتواجد الأكراد بكثافة في المحافظات الرئيسية الأخرى مثل دمشق وحلب وحماة، فضلاً عن
تواجدهم في مختلف أنحاء سوريا.
يشكل الكرد خارج جغرافية روج آفا أكثر من 10% من إجمالي سكان سوريا إذا تمكن الكرد من الحصول على حقوقهم في
غرب كردستان، فإنهم يمكن أن يستفيدوا من أصواتهم في الاستفتاء على الدستور الجديد كما يمكنهم ترشيح ممثلين لهم في
البرلمان في مناطقهم، مما يعزز من قوتهم ودعمهم للكرد في روج آفا.
الحزام العربي وتجريد من الجنسية:
نتيجة للسياسات الظالمة تجاه الكرد، بالإضافة إلى عدد من المراسيم العنصرية مثل المرسوم التشريعي رقم 193 لعام 1952
والقانون رقم 75 لعام 1964، وتوصيات حزب البعث في عام 1971، وقرار رقم 521 في يونيو 1974، تم اعتبار جميع
أراضي كردستان، بدءًا من عفرين وصولًا إلى عين ديوار، ومن ضفاف نهر دجلة إلى حدود جبال سنجار، أملاك دولة، وقد
تم مصادرة عشرات الآلاف من الدونمات من الأراضي الزراعية، وإنشاء أكثر من 35 مستوطنة لسكان الرقة وريفها وريف
حلب، بالإضافة إلى ذلك، تم تجريد مئات الآلاف من الكرد من الجنسية السورية ضمن مشروع الإحصاء لعام 1962.
لذا، من الضروري التفاوض على استعادة الحقوق إلى أصحابها، وإعادة جميع العرب الذين جلبهم النظام السابق إلى أراضي
غرب كردستان، وإلغاء جميع القوانين والمراسيم التي أدت إلى مصادرة الأراضي كما يجب إعادة الجنسية إلى المكتومين
الذين لم يحصلوا على الجنسية السورية، وقد قام بشار الأسد بمنح الكرد الجنسية في بداية الأحداث بموجب مرسوم رئاسي
في 7 أبريل 2011، وكان الهدف من ذلك هو تحييد الكرد عن الثورة على الرغم من ذلك، لم يؤثر هذا المرسوم على الأفراد
الذين حُرموا من الجنسية، حيث أن معظم المكتومين لم يتمكنوا من الحصول عليها بسبب شروط الشهادة، إذ كان يتعين أن
يشهد لهم شخص يبلغ من العمر أكثر من 80 عامًا، باعتبارهم مواطنين سابقين علاوة على ذلك، لم يتم تعديل أي من
المراسيم الجائرة التي استهدفت الفلاحين الأكراد وسلبتهم أراضيهم.
هل حان الوقت للذهاب إلى دمشق؟
لا أعتقد أن الاستعجال في الذهاب إلى دمشق يعد أمراً مهماً بقدر أهمية توحيد البيت الكردي أولاً، أي تحرك نحو دمشق دون
استكمال الأوراق اللازمة وبناء تحالفات مع مكونات أخرى للتفاوض سيكون ضعيف الحجة كما أن أي مفاوضات تتعلق
بحقوق الكرد أو سلاحهم يجب أن تتضمن شرطاً أساسياً يتمثل في استعادة جميع المناطق المحتلة من قبل الفصائل الموالية
لتركيا إلى جغرافية غرب كردستان، وإذا لم يكن ذلك ممكناً في الوقت الراهن، ينبغي أن تبقى هذه المناطق ضمن مادة في
الدستور، وتعتبر أراضي متنازع عليها، بالإضافة إلى ذلك هناك مناطق في غرب كردستان تم اقتطاعها من قبل الأنظمة
المتعاقبة وضمت إلى محافظتي إدلب واللاذقية، مما أدى إلى فرض سياسات شوفينية ضد الكرد، حيث فقد العديد منهم لغتهم
الكردية.
الفترة الزمنية للتفاوض مع الحكومة المؤقتة:
لم يكن اجتياح دمشق عشوائيًا، بل كان نتيجة لقرارات وتفاهمات بين دول كبرى، ومن المحتمل أن يكون حكم هيئة التحرير
قصير الأمد نظرًا للخلافات القائمة بين الفصائل المتحالفة داخل الهيئة، وكذلك بين الهيئة والجيش الوطني الموالي لتركيا،
ورغم هذه الخلافات، فإنها لم تتجلى بشكل واضح مما يجعلها كقنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، نتيجة للصراع على
السلطة وتوزيعها، بالإضافة إلى التوترات ومخاوف الشعب السوري بشأن تصرفات الهيئة التي بدأت تتكشف تدريجيًا.
“تثير هذه التطورات العديد من التساؤلات حول المستقبل السياسي والاجتماعي للبلاد، وكذلك حول الشكل الذي ستبدو عليه
سوريا ونظام الحكم فيها يأتي ذلك في ظل تنوع الفاعلين المحليين السوريين والاختلاف الكبير في توجهاتهم وخلفياتهم،
بالإضافة إلى احتياجات المواطنين السوريين سواء في الداخل أو الخارج”. (عمان نت، 2024).
لذا، يُعتبر التفاوض على تثبيت حقوق الأكراد مع حكومة دمشق أمرًا بالغ الأهمية في هذه المرحلة، ويجب أن يتم ذلك تحت
إشراف دولي ومن خلال الدستور، مما يتيح للأكراد التفاوض بشأنها في المحافل الدولية من الضروري أيضًا التأكيد على
جغرافية غرب كردستان، التي تمتد من “النهر إلى البحر”.
تشكيل خريطة غرب كردستان المستقبلية:
من المعروف، دون الحاجة إلى استعراض التاريخ، كيف كانت المدن والمساحات في غرب كردستان، ومع ذلك فقد تغيرت
الظروف نتيجة الحرب في سوريا واحتلال بعض المناطق من “روج آفا”، بالإضافة إلى مناطق غير كردية التي أصبحت
تحت سيطرة الإدارة الذاتية بعد تحريرها من داعش يمكن الاحتفاظ بالاسم الحالي مع إضافة ما يعكس خصوصية غرب
كردستان الجغرافية والقومية في الوقت الراهن، وإذا كان الجميع يعيش في دولة ديمقراطية، فإنه يمكن تحقيق التعايش
المشترك بين جميع المكونات.
ختاما:
تواجه القضية الكردية في سوريا تحديات كبيرة تتطلب حلولاً سياسية تفاوضية، وعلى الأكراد أن يلعبوا دورًا فاعلاً في
هذه العملية من خلال توحيد صفوفهم وتحديد رؤيتهم لمستقبل المنطقة كما يجب عليهم بناء علاقات قوية مع المكونات
السورية الأخرى، مع التركيز على الحوار والتعاون أن تحقيق أي تقدم في هذا الملف يتطلب ضمانات دولية لحماية حقوق
الأكراد وتثبيتها في الدستور السوري الجديد.
المراجع
مجلس الأمن. (سنة النشر غير معروفة). AL-NUSRAH FRONT FOR THE PEOPLE OF THE
LEVANT، تم الاسترجاع من الرابط التالي:
https://main.un.org/securitycouncil/ar/sanctions/1267/aq_sanctions_list/summaries/enti
ty/al-nusrah-front-for-the-people-of-the-levant
حبحوب، حمزة. (2024، ديسمبر6). سوريا: ما دور المتغيرات الجيوسياسية في زعزعة فصائل المعارضة للخطوط
الأمامية لنظام الأسد، موقع .france24، تم الاسترجاع من الرابط التالي:
https://www.france24.com/ar/الشرق-الأوسط/20241206-سوريا-ما-دور-المتغيرات-الجيوسياسية-في-
زعزعة-فصائل-المعارضة-للخطوط-الأمامية-لنظام-الأسد
ammannet. (2024، ديسمبر 22). ستراتيجيكس: سيناريوهات الدولة ونظام الحُكم في سوريا ما بعد الأسد، موقع
عٌمان نت، تم الاسترجاع من الرابط التالي
https://ammannet.net/أخبار/ستراتيجيكس-سيناريوهات-الدولة-ونظام-الحُكم-في-سوريا-ما-بعد-
الأسد#google_vignette
جنبي، أنور.(2024، فبراير 16). Negotiation: كيف تفاوض كما يفعل الناجحين كل مرة، موقع janbi، تم
الاسترجاع من الرابط التالي:
https://janbi.me/negotiation_التفاوض
الدوس، خالد. (2022، سبتمبر 30). عالم الاجتماع الأمريكي «جورج هربرت ميد».. رائد (نظرية التفاعل
الرمزية(، موقع صحيفة الجزيرة، تم الاسترجاع من الرابط التالي:
https://www.al-jazirah.com/2022/20220930/cm14.htm