“لمى أبو شقير”.. قصة نجاح ولدت من رحم الصعوبات

مراسلة Nûdem: دوزى كرد

صورة الفتاة الفلسطينية لمى

تعلَّمت وعلَّمت، درست وتفوقت وكانت من الأوائل في جامعتها. حبها وشغفها لتعلم اللغات جعلها تتقن التكلم بثماني لغات عالمية وبطلاقة، رغم كل الصعوبات التي مرت بها.

لمى أبو شقير، الفتاة الفلسطينية التي درست الأدب الإسباني في جامعة دمشق وتخرجت منها بتميز.

يولد الإنسان وهو لا يعرف سوى لغة الإشارة التي يتواصل بها مع أمه ومحيطه، ومع مرور الزمن يتعلم لغة المحيطين به أياً كانت من آلاف اللغات التي تحكيها الشعوب على هذه البسيطة، وأن يتعلم الإنسان لغة المحيطين به أو لغته الأم هو أمر طبيعي وبديهي بالنسبة للإنسان العاقل، لكن ما هو غير طبيعي هو أن يتعلم عدة لغات ليست موجودة في محيطه وقد لا تستخدم إلا نادراً في بلده أو منطقته وفي واقع يكاد يكون مستحيلاً للإبداع.. وهذا ما حدث مع الشابة لمى أبو شقير ذات ٢٢ عاماً المولودة في سوريا والمنحدرة من مدينة حيفا الفلسطينية.


أثبتت لمى بأن الإرادة القوية تغلب المستحيل دائماً مهما كانت الصعاب وبالأخص في بلدٍ كسوريا حيث أصبحت الحياة أصعب مما يتخيله العقل البشري، فقد أصبحت طموحات وأحلام الشباب تصطدم بحاجز الصعوبات المعيشية وغلاء التعليم ومتطلباته وسط استمرار حالة الحرب وعدم الاستقرار الأمني في البلاد.
لمى لم تستسلم للواقع المفروض والظروف القاسية فقد دفعها شغفها لتعلُّم اللغات إلى الإبحار في عالم التدرُّب والتعلُّم والتكلُّم بلغات غير لغتها الأم العربية.


بدأ حبُّها وتعلُّمها للغات عندما كانت في ١١ من عمرها حيث تعلمت بدايةً اللغة الإنكليزية واستفادت في ذلك من كون والدها معلماً للغة الإنكليزية.


تعلمها واتقانها للغة لهذه اللغة دفعها لتعلم المزيد من اللغات الأخرى فأتقنت التحدث بالفرنسية، الروسية، اليونانية، الإيطالية و الألمانية والإسبانية، حتى قبل دخولها إلى الجامعة وأصبح مجموع اللغات التي تتقنها وبطلاقة تحدثاً وكتابةً ٨ لغات تعلمتها ذاتياً، عن طريق الأقراص المدمجة وقراءة الكتب ومشاهدة قنوات اليوتيوب، وفي تصريحٍ لمؤسسة نودم الإعلامية قالت لمى:
“لم أواجه أية صعوبة في الانتقال من لغة إلى أخرى لأن لكل لغة قواعدها وكلماتها الخاصة”.


في سن ١٨ بدأت دراسة الأدب الإسباني في جامعة دمشق بشكل احترافي، لكن وكما تقول لمى، مدرسوها وزملاءها في الجامعة كانوا يظنونها طالبة سنة ثالثة وهي كانت ماتزال مبتدئة في السنة الأولى من الجامعة.


لم تكن الحياة وردية وسهلة على شابة لعائلة لاجئة، وتعيش في السكن الجامعي بدمشق “وقد كان نهارها موصول بليلها”، كما تقول لمى. حيث كانت تمضي أيام وليالي متواصلة دون أن تعرف طعماً للنوم أو الراحة، لكي تستطيع التنسيق بين عملها ودراستها الجامعية وتؤمن متطلباتها الدراسية والمعيشية، فقد كانت تعمل في عدة أماكن إلى جانب دراستها، حيث كانت مدرِّسة وطالبة في آن واحد، لأنها كانت تدرِّس اللغة الأنكليزية والألمانية والإسبانية لطلابها في دروس خاصة وكذلك تعمل في مجال ترجمة النصوص الخاصة بالأفلام والمسلسلات وغيرها.


استمرت حياة لمى بين العمل والدراسة طيلة سنوات دراستها الجامعية، لتتخرج في هذا العام وتكون الخريجة الأولى على دفعتها وقسمها، ليتم تعيينها معيدةً ومحاضرة ضمن الهيئة التدريسية لكلية الآداب في جامعة دمشق، ولتعود إلى المدرَّجات التي تخرجت منها، لكن هذه المرَّة ليست كطالبة، وإنما كمحاضرة و مدرِّسة للمقررات التي كانت تدرسُها يوماً ما.


لمى هي مثال للمرأة الشابة الطموحة والناجحة والتي تستطيع الوصول إلى أهدافها حتى مع أقسى الظروف، لأنها صاحبة إرادة قوية لا ولم يعرف اليأس والمستحيل الطريق إليها.


شاهد أيضاً

بيان شبكة صحافيين الكُرد السوريين.

بيان تنديد إلى الرأي العام تدين شبكة الصحفيين الكُرد السوريين بأشد العبارات استهداف طائرة مسيّرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *