تقرير خاص: Nûdem
قد يكون الزمن كفيل بالنسيان وبمداواة الجروح بالنسبة للكثيرين، لكن الأعوام التسعة التي طافت لم تكن لتفي بالغرض وتجفف دموع الأم شاها ذات السبعين عاماً، التي لاتزال تنتظر حتى اللحظة سماع أي خبر عن ابنها المفقود، والتي تترقب بحرقة وألم كل يوم سماع أي خبر عن مصيره.
ها هي الذكرى المؤلمة التاسعة لاختطاف الناشط المدني الكردي “أمير حامد” ذو العقد الرابع من العمر على يد استخبارات وحدات حماية الشعب وذلك في مدينة الدرباسية قد أتت، ولايزال وضعه ومصيره مجهولاً منذ لحظة اختفائه تلك حتى اللحظة.
هذا وفي كل عام يمرّ على اختطاف الناشط أمير، تصدر عائلته الكثير من البيانات التي تناشد فيها المنظمات الإنسانية والحقوقية في الداخل والخارج للسعي في إظهار مصير ابنهم وإظهار الحقيقة.
واليوم وبتاريخ العاشر من كانون الثاني، أصدرت عائلة الناشط أمير حامد بياناً، جاء فيه:
“مع اقتراب العام التاسع لاختطاف شقيقنا أميرحامد من قبل استخبارات ي ب ك لا يزال وضعه ومصيره مجهولاً منذ اختطافه بتاريخ 11-01 2014 وحتى اللحظة مع أن العائلة أصدرت الكثير من البيانات تناشد هذه المنظومة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية والحقوقية لتبين مصيره وتبيان الحقيقة، إلا أنه لا جواب لديهم بالرغم من اصدار بيانات من قبل قائد (قسد) السيد مظلوم عبدي والاعتراف بأنهم مسؤولون عن خطفه وخطف فؤاد ابراهيم بتاريخ 10-01-2020 وتشكيل لجنة للتحقيق، ومحاولة معرفة مصيرهم وابلاغها للرأي العام، ولكن للأسف لا جواب حتى اليوم.
إننا نطالب السلطات التي تدير المنطقة، بأن يبينوا مصير إبننا لدى تلك العصابة التي خطفته، والتي تستهدف البيد قبل غيرها بمثل هذه الأفعال ، نطالب أيضا المنظمات والمؤسسات والجمعيات الإنسانية بالتدخل مرة أخرى ومساندتنا لمعرفة مصيره”.
والجدير بالذكر، أن وجهات النظر تتضارب حتى اليوم من قبل عدة أشخاص وجهات حول كيفية اختطاف الناشط أمير حامد، على الرغم من تقديم عائلته الكثير من الأدلة التي تثبت أن من قام باختطافه هم مجموعة من استخبارات وحدات حماية الشعب التي كانت تسيطر على مدينة الدرباسية آنذاك، إلى جانب مجموعة من رفاقه الذين أفرج عن ثلاثة منهم فيما بعد، ليتبقى أمير حامد برفقة شخص آخر معه يدعى عبد الفتاح المنصور.
هذا وكانت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قد أصدرت في عام 2020 بياناً، حمّلت فيه مسؤلية اختفاء الناشط أمير حامد والناشط فؤاد إبراهيم لنفسها، زاعمة في الوقت ذاته أن تحقيقاتها لا تزال جارية للوصول إلى الأشخاص الذين تسببوا في إختفاء الناشطين ومحاسبتهم.
ويذكر أن أمير حامد كان مسؤلاً في المكاتب الإعلامية التابعة للحراك الشبابي الكردي في مدينة الدرباسية، كما أنه كان يعمل كمنسق بين الحركات الشبابية وعضو قيادي في المنظمة الوطنية للشباب الكرد (سوز).