دوزي كرد: مراسلة Nûdem
ظهر المتحور الجديد من سلسلة متحورات كورونا، يدعى أوميكرون وهذه المرة في جنوب أفريقيا، فما هو هذا المتحور الجديد ولماذا وصفته منظمة الصحة العالمية بالمقلق؟ وظهر فيروس كورونا لأول أواخر العام 2019 في مدينة وهان الصينية ومنها أنتشر إلى كل بقعة من بقاع الأرض.
هذا وحصد الفايروس الغامض والذي مازالت حوله الكثير من إشارات الاستفهام، آلاف الأرواح حول العالم ليتحول إلى جائحة عالمية وينشر الذعر، ويشل حركة الحياة بشكل شبه كامل. ورغم التوصل إلى لقاحات وصفت بالفعالة، إلا أن الفايروس مازال مستمرا في الانتشار، ومع انتشاره تظهر منه طفرات ومتحورات جديدة بعضها شديد الخطورة حيث ظهرت حتى الآن متحورات مثل دلتا وبيتا وألفا وغما.
ومع مضي الوقت ظهر متحورا جديدا أكثر خطورة وقلقا كما وصفته منظمة الصحة العالمية، المتحور “أوميكرون” الذي ظهر في جنوب أفريقيا، و ازداد المخاوف حول زيادة الإصابات والوفيات، وأوّل إصابة من هذه السلالة تم اكتشافها يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني في جنوب إفريقيا حسب منظمة الصحة العالمية، ويعود اكتشافه إلى التاسع من الشهر ذاته.
يحتوي هذا المتحور على الكثير من الطفرات، بعضها مثير للقلق وفق منظمة الصحة العالمية، إذ إن خطر الإصابة به مرة أخرى أعلى بكثير من بقية السلالات المعروفة حتى الآن. وبحسب ما صرح المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها فإن البيانات الأولية تظهر أن سلالة “أوميكرون” هي “السلالة الأكثر تحولا التي يتم اكتشافها حتى الآن، الأمر الذي يثير المخاوف من أنها قد تقلص فعالية اللقاحات وتزيد خطر الإصابة مجددا”. كما أوضحت منظمة الصحة أن ما يميز هذا المتحور هو ارتفاع شديد في العدوى، وارتفاع في صعوبة الكشف عنه وفي فعالية التطعيم والعلاج. فبعد أفريقيا ظهر حالات إصابة بالمتحور الجديد في عدد من البلدان منها هونكونغ وبوتسوانا و اسرائيل وبلجيكا. ومع وصول أوميكرون إلى أوروبا التي عانت الأمرين بسبب كورونا، فإن عددا من الدول الأوروبية والدول الأخرى، قد حظرت رحلاتها الجوية إلى جنوب أفريقيا مما أثار سخطها وقد وصفت قرارات حظر السفر ب “الصارمة”. أما الشركات المصنعة للقاحات فقد سارعت إلى الإعلان عن خططها لمواجهة المتحور المثير للجدل. حيث قالت شركة بيونتيك إنها تستطيع إنتاج وشحن نسخة محدثة من لقاحها المضادة للوباء خلال مئة يوم. أما شركة أسترازينيكا فتجري دراسات في مكان ظهور المتحور، لجمع البيانات من أرض الواقع. كذلك شركة موديرنا فقد أعلنت أنها سوف تطور جرعة معززة من لقاحها لمقاومة أوميكرون. انتشار هذا المتحور الجديد يثير معه مخاوف عالمية واسعة حول العودة إلى حالة الاستنفار والإغلاق من جديد.