تورين حسين: مراسلة Nûdem
شهدت العاصمة اللبنانية “بيروت” أمس الخميس 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اشتباكاتٍ مسلحة إثر اعتصام لحزب الله وحركة أمل، احتجاجاً على حكم صدر صباح الخميس برفض الشكوى التي تطالب بتغيير القاضي المكلف بقضية انفجار ميناء بيروت، القاضي “طارق البيطار”.
طارق البيطار” وتحقيقه في انفجار بيروت
جاء تعيين طارق البيطار قاضياً للتحقيق في انفجار مرفأ بيروت في فبراير/شباط 2021 بعد أن أمرت محكمة التمييز الجزائية بتنحية “فادي صوان” القاضي السابق للتحقيق في انفجار المرفأ.
أمضى بيطار الأشهر الخمس الأولى من تعيينه في دراسة القضية والاستماع للشهود، وأصدر قرارات بإخلاء سبيل بعض الأشخاص الذين كان قد تم حجزهم على ذمة القضية.
لكنه اصطدم فيما بعد بمعوقات عدة بعضها قانوني يتمحور حول الحصانة التي يتمتع بها السياسيون، إضافة إلى الدستور الذي يحصر النظر في أي اتهامات يواجهها السياسيون.
ورداً على هذه المعوقات، أطلق أهالي ضحايا انفجار المرفأ حملة لدعم القاضي “البيطار” من خلال احتجاجاتٍ تطالب بمواصلة التحقيقات، وتتهم الطبقة السياسية بمحاولة عرقلتها.
مطالبٌ بتنحية البيطار
في نهاية سبتمبر/أيلول الفائت بدء بيطار بجلسات الاستجواب لعدد من المدعى عليهم، وقام باستدعاء الوزير السابق “نهاد المشنوق” والنائبين والوزيرين السابقين المنتميين إلى حركة أمل “علي حسن خليل” و “غازي زعيتر”، وذلك لاستجوابهم كمدعى عليهم بجرم الإهمال.
إلا أن الوزير السابق “نهاد المشنوق” قام برفع دعوى قضائية تطالب بتنحية بيطار، وقد رفضت محكمة الاستئناف الدعوى في 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
رفع كلٌ من الوزيرين السابقين “علي حسن خليل” و “غازي زعيتر”، المنتمين لحركة أمل إلى رفع دعوة قضائية لتنحية “بيطار” من التحقيق في انفجار المرفأ.
وفي يوم أمس الخميس 14 أكتوبر/تشرين الأول، أصدرت محكمة التمييز قراراً برفض دعوة الوزيرين، واستمرار بيطار بالتحقيق في الانفجار.
اشتباكاتٌ مسلحة، واتهاماتٌ متبادلة
تجمع المئات من أنصار حزب الله وحركة أمل وتيار المردة أمام القصر العدلي في بيروت احتجاجاً على القرار والمطالبة بتنحية بيطار.
إلا أن الاحتجاج تحول بعد وقتٍ قصير إلى ساحة اشتباكاتٍ دامية، أدت لمقتل 6 مدنيين على الأقل، وجرح عشرات الأشخاص، وانتهت بتدخل الجيش اللبناني وانتشاره في المنطقة.
خرج حزب الله وحركة أمل بعدها في بيان اتهما فيه حزب “القوات اللبنانية” بـ “الاعتداء المسلح” على المتظاهرين من أنصارهما.
من جهته أصدر الجيش اللبناني بيانا قال فيه: “إنه خلال توجه محتجين إلى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة بدارو، وقد سارع الجيش إلى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها وعلى مداخلها، وبدأ تسيير دوريات كما باشر البحث عن مطلقي النار لتوقفهم”.
وأعلن الجيش اللبناني بأن قواته أوقفت 9 أفراد على خلفية الاشتباكات التي حدثت من بينهم مواطنٌ سوري، إضافة إلى أن رئيس الوزراء اللبناني “نجيب ميقاتي” أعلن ان اليوم الجمعة يوم حداد عام على أرواح ضحايا أحداث العنف التي شهدتها بيروت أمس الخميس.
ويذكر أنه بالرغم من أن التحقيق لم يشمل أحدا من أعضاء “حزب الله” إلا أنه وجه نقداً شديداً لبيطار، واتهمه مجددا بأنه متحيز ومسيس، وتحدثت تقاريرٌ عن تلويح حزب الله وحلفائه في حركة أمل وتيار المردة بالانسحاب من الحكومة في حال عدم تنحية بيطار.