الأزمة السورية، ومحاولة طمس القضية الكُردية
بدأ الجيش التركي والفصائل الموالية له هجوماً عسكرياً، الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، على شمال شرق سوريا وسط تخوّفٍ من أنّ الهجوم قد يتسبب في إعادة إحياء أمجاد تنظيم داعش الإرهابي.
لقي هذا الهجوم صداً في الأوساط الدولية والإقليمية التي قابلته بجملةٍ من الإدانات والاستنكارات، إضافةً لقيام البعض منها بإيقاف تصدير الأسلحة لتركيا، التي أسفر عن هجومها فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي.
ومع اشتداد حدّة الهجوم التركي، والضغوطات على الرئيس الأمريكي من داخل قبة الكونغرس أعلنت واشنطن وأنقرة، مساء الخميس الماضي 17 أكتوبر/ تشرين الأول، اتفاقهما على وقف إطلاق نار مؤقت في شمالي شرق سوريا، يمتد ل 120 ساعة، إلا أنّ القوات التركية والفصائل الموالية لها لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، لا بل لجأت لاستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ” الفوسفور الأبيض”، فاستغلت روسيا هذا الأمر وتدخلت في المنطقة باسم “المنقذ” بعد أن انسحبت القوات الأمريكية، وتوصل الطرفان التركي والروسي إلى الاتفاق على عدّة بنود ضمن مذكرة تفاهمٍ على هامش اجتماعٍ بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي.
وفي هذا الصدد أعلن الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أنهم لم يوافقوا على البنود الـ 13 في مذكرة التفاهم الروسية التركية، مشيراً أنّ لديهم بعض التحفظات على بنود اتفاق سوتشي. بالرغم من وجود دورياتٌ مشتركة على الأرض بين الروس والاترك في منبج وكوباني و في الدرباسية.
وفي سياقٍ متصل، أكد أنه لا يوجد اتفاق مع تركيا بل هناك وقف لإطلاق النار، إذ أنّ العقوبات الأمريكية على تركيا إبان الهجوم كان لها دور في إجبار تركيا على وقف إطلاق النار. مضيفاً أنه لايمكن لقوة واحدة أن تجد الحل في سوريا.
وأردف قائلاً ” لقد أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ الوجود الأمريكي مهم لإيجاد حل سياسي، لافتاً إلى أنّ قسد يجب أن يكون لها خصوصية حال انضمامها للجيش السوري. وأشار عبدي إلى أنه سيزور واشنطن في حال استقرار الأوضاع في شمال شرق سوريا، كما ودعا كافة القوى والتنظيمات الكوردستانية للتوحد والاستمرار في دعم روج آفا.
والجدير بالذكر أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اجتمع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي وعقدا اجتماعاً استمر حوالي ال 6 ساعات لإيجاد حلّ للتصعيد الحاصل في شمال وشرق سوريا، وتمخض عن الاجتماع مذكرة تفاهمٍ تنص على نشر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية في الأراضي المحاذية لمنطقة العملية التركية، اعتباراً من الساعة 12:00 ظهر 23 أكتوبر.
إضافةً لمنح وحدات حماية الشعب الكوردية 150 ساعة للخروج الكامل من منطقة عمقها 30 كيلومتراً على الحدود السورية التركية، لتبدأ بعد ذلك روسيا وتركيا تسيير دوريات مشتركة.
كما وتطرق الجانبان ل “اتفاق أضنة” المبرمة بين سوريا وتركيا عام 1998 وضرورة تطبيقها، إضافةً لملف الإرهاب وضرورة محاربته من قبل البلدين، والعمل على إعادة اللاجئين السوريين.
بيرين يوسف:
Nûdem