في حوار أجرته مراسلة مؤسسة Nûdem الإعلامية روسلين أوسي مع رئيس مؤسسات الهيئة الوطنية العربية في شمال وشرق سوريا ” محمد البنيان” حول الأحداث والتطورات الأخيرة في سوريا عموماً وشمال شرقها خصوصاً، بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
إستهلت مراسلتنا الحديث بسؤال حول رؤية السيد بنيان للوضع السوري بشكل عام بعد سقوط نظام الأسد فكان الرد بالقول: “الوضع العام بما يخص مناطق الإدارة الذاتية، نسبياً جيد رغم الحصار ورغم الاعتدائات التركية ولولا الاعتدائات التركية وخرق الأتراك وحكومة أردوغان للشروط الدولية والهدنة المطروحة من قبل قوات التحالف لكانت الأمور ذاهبة بمنحى إيجابي أكثر، سوريا ككل تمر بمرحلة مخاض عسير من تداعيات حكم دام أكثر من 50 سنة وحرب، ودمار للبنية التحتية وتهجير قسري للمواطنين السوريين ، نحن نعيش في مرحلة تستدعي الوقوف عند إستغلال تركيا لظظروف الراهنة بعد سقوط الأسد كي يوسع رقعة إحتلالها لسوريا، ولكن نحن كسياسيين ضمن مناطق شمال وشرق سوريا يجب أن نعمم الأمور حتى لا يتم تضليل المواطنين في شمال وشرق سوريا والشعب السوري عموماً، بالأكاذيب والاشاعات والخدع التي تطلقها تركيا، وإيهامهم بأن الأمور ستتجه بالأتجاه الأسوء، نحن نقول الأمور ستتجه بالإتجاه الأحسن و قوات سوريا الديمقراطية و القوات المعنية في شمال وشرق سوريا التابعة للإدارة الذاتية معنية بحماية مكوناتها ومعنية بحماية مواطنيها، ويجب عليهم الإلتفاف حول قوات سوريا الديمقراطية و التمسك بالأراضي السورية والتمسك بحرية الشعوب”.
وأضاف قائلا:”قوات سوريا الديمقراطية ستكون هي النواة الأساسية لجيش سوريا الجديد في المستقبل، نعم لسوريا لا مركزية بحكم لا مركزي تعددي يضمن حقوق كافة المكونات و الأطياف والإثنيات والأديان”.
وفي سؤال حول ماهية رؤية المكون العربي لحقوق الشعب الكردي في المنطقة أجاب البنيان قائلا:”نحن كَ مكون عربي بشكل عام وعبر التاريخ نعتبر شعوب متعايشة وقريبة بعاداتها وتقاليدها ونسيجها الاجتماعي من الشعب الكردي، وللأكراد حقوق مثلهم مثل أي مكون آخر، (حق اللغة وحق التعليم و الحقوق الثقافية بشكل عام، إضافة إلى حقوق المواطنة).
وأضاف بنيان:” نحن لا نرى ولا نقنع كهيئة وطنية عربية بمسئلة الأقليات، فنحن مقتنعون بأنه لايوجد أقليات إنما يوجد كفاءات ستحكم سوريا المستقبل، ومن يكون لديه الكفاءة من أبناء سوريا سواء كانت كوردية او سريانية او عربية او من بقية مكونات الشعب السوري، فنحن نرى الحقوق مشروعة وليس فقط الإقرار، بها بل يجب كتابتها في الدستور السوري الجديد، لتضمن حقوق الاجيال القادمة ولتضمن حقوق الشعب الكوردي في سوريا على مر الحكومات الحالية و اللاحقة”.
وبخصوص المطالبات بحل قوات سوريا الديمقراطية قبل الإتفاق على أي بنود مع حكومة دمشق قال السيد محمد البنيان:” نحن كهيئة وطنية عربية وحتى قوات سورية الديموقراطية نرفض طرح هذا الخيار، لأن قوات سوريا الديمقراطية لم ولن تحل نفسها لأنها قوة منظمة من أبناء المنطقة بكل مكوناتها من كورد وعرب وسريان و آشور وباقي مكونات المجتمع المشاركة تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية، نحن لانقبل بحل القوات إنما نحن طرحنا كإدارة ذاتية و كأحزاب سياسية وكقيادة قسد أن تنضم قوات سوريا الديمقراطية الى الجيش الوطني السوري المستقبلي، وهذا الخيار غير مطروح ولن يتم حل قوات قسد، الفصائل التي تشكلت بطرق غير مشروعة بدون شعوب وبدون ارضيات وبدون مكونات هي التي يجب أن تحل نفسها”.
وفي ختام الحديث وفي جوابه عن رأيه في ضرورة طلب السيد الجولاني من الأتراك الانسحاب من سوريا بدلاً من تهديد شمال شرقها، قال السيد بنيان:” بإعتقادي إن الأمور مع الشرع لن تكون بإتجاه التهديد، قد تحدث بعض العثرات، و بعض النقاط الخلافية المبدئية ولكن سيتم حلها بالحوار، كما يجب علينا كإدارة ذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية أن نطرح رؤيتنا للحل السوري ولدينا تجربه تثبت ذلك، نحن لسنا من الذين دخلوا دمشق واسقطوا نظام الحكم ولكننا نحن أصحاب تجربه على أرض الواقع في إدارة المنكقة بشكل ديمقراطي وحقيقي، لذا نهيب بالسيد
الشرع و الحكومة السورية الجديدة أن تنظر بعين المواطنة باتجاه شمال وشرق سوريا وأن تستفيد من تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية، ولن يكون هناك حل في سوريا غير الحل الفيدرالي والحل اللامركزي، وسوريا ستبقى واحدة موحدة لجميع السوريين واللامركزية لا تعني الانفصال.