أصدر المكتب الإعلامي لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) في مدينة عفرين، بياناً وصف فيه الحياة اليومية لأهالي عفرين، حيث جاء فيه:
تفاصيل الحياة اليومية لأهالي منطقة عفرين المحتلة أعقد مما هو ظاهر، حيث تحمل في طياتها أوسع وأشد أوجه المعاناة الإنسانية إلى جانب ارتكاب جرائم وانتهاكات فظة، والتي تسهر على حياكتها وتُنفذها بشكل ممهنج ومدروس غرف الاستخبارات والجيش التركي بتوجيه من أعلى السلطات في أنقرة وعبر أدواتها المختلفة وأتباعها من فصائل سورية جهادية مسلحة.
هناك عشرات من وقائع يومية تُثبت وتدل على ما قلناه، وإليكم مايلي:
1- لاتزال مئات العوائل العائدة إلى مدينة عفرين وريفها ممنوعة من السكن في منازلها، بسبب الاستيلاء عليها من قبل المسلحين أو بسبب توطين مهجري الغوطة وغيرها فيها، ففي بلدة ميدان أكبس الحدودية تقطن نسبة ضئيلة من سكانها الأصليين، كما تم إسكان أكثر من مئتي عائلة في بلدة معبطلي التي لايزال ما يقارب /60/ عائلة كردية عائدة إليها تقطن لدى أقرباء لها، نظراً لامتناع الوافدين عن إخلاء منازلها. ولدى اعتراض أحد المواطنين في قرية كوكانيه على عملية الاستيلاء على منزل قريبه، تم ضربه بشكل مبرح. كما أن عشرات العوائل في قرية تل سلور وبلدة جنديرس لم تستلم منازلها بَعد.
2- مسلسل الاعتقالات مستمر بتهم وتلفيقات عديدة، ولايزال مصير المئات من المختطفين مجهولاً، وأودع المئات في معتقلات، مثل سجن بلدة الراعي –شمالي منطقة الباب، دون محاكمات عادلة، وفي ظروف قاسية، من تعذيب وغيره. وعلى سبيل المثال: منذ ما يقارب عشرين يوماً تم اعتقال أكثر من /25/ شخصاً من قرية داركير ولا يعلم أهاليهم عنهم شيئاً، وخلال الأسبوع الفائت تم اعتقال /11/ شخصاً (محمد حسن جعفر، شاكر حسن جعفر، حسين محمد جرو، محمد خليل محمد جرو، أنور محمد جرو، عوني شعبان بن محمد، محمد شعبان بن محمد، خبات نشأت سينو، أمينة أحمد سنتور، رشيد حبش حبش، حجي عبدو حبش) من بلدة بعدينا وهم مجهولي المصير، حيث أُفرجت عن مجموعة سابقة من البلدة ذاتها وقد لوحظ على المفرج عنهم آثار تعذيب شديد. كما أُعتقلت (كلي خليل ٤٥عام وابنتها غزالة سلمو ١٦ عاما) من قرية برج عبدالو، وتم اعتقال (مصطفى حسين عارف، محمد خليل حمدي، عارف مصطفى حسين، فوزي عابدين مصطفى) من قرية ميركان، و (ريناس حسن 20 عاما، مصطفى جمعة حسن 30عاما) من قرية باسوطة، و فاروق محمد 33 عاما من قرية قسطل خدريا، و حسين عيشو بن باكير 25 عاما من تل سلور، وكذلك اعتقال أكثر من /10/ أشخاص من قرية قرزيحل، وكذلك اعتقال الصيدلاني خليل حاج عبدو بن محمد من بلدة كفرصفرة. وتم اعتقال (عدنان إيبو ومسعود إبراهيم معمو من قرية إسكان، محمد حداد بن خليل من كفرصفرة) منذ أكثر من شهر، وهم مجهولي المصير. وتم اختطاف الدكتور رياض ملا من قرية جويق منذ خمسة عشر يوماً، وخطف درويش درويش 30 عاماً من قرية كفرزيت.
3- أغلب أهالي المختطفين يتعرضون للابتزاز والإهانات لأجل دفع فدى مالية، على سبيل المثال: تم اطلاق سراح المواطنين (م.س، م.ن، م.خ) مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة، وتم الافراج عن المواطن (ح.ح.ح) بعد دفع مبلغ مليون ليرة سورية، ويُطلب من ذوي المواطن(ص.إ) دفع مبلغ مالي مقابل الإفراج عنه.
4- يتم فرض أتاوات على سيارات الركوب الصغيرة والشاحنات عموماً، المارة عبر الطرقات الرئيسية والفرعية في منطقة عفرين، من قبل حواجز المسلحين، وأحياناً يتم احتجاز البضائع، حيث أكد لنا مصدر موثوق أن أحد قادة الفصائل المسلحة كان يوبخ عبر مكالمة هاتفية مسؤول حاجز قرية ترندة القريب من عفرين و يهدده، لأن غلة الحاجز خلال يومين كانت “قليلة” ولم تتجاوز /4300/ دولار. وقد تم سلب كمية من الزيتون الأخضر /250كغ/ على طريق ميدانكي من أحد المواطنين.
5- خروج مئات العوائل الكردية من عفرين نحو مناطق كوباني والجزيرة، وبعضها إلى حلب، منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، نتيجة تعرضها لضغوط ومضايقات مختلفة وتدهور الأوضاع بشكل عام، أو بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية وفقدان الأعمال والأرزاق، حيث أن معظم حالات النزوح إلى الخارج تتم عبر دفع مبالغ مالية باهظة.
6- على غرار مواسم الحبوب والفاكهة والجوز والرمان، التي تم نهبها بفظاظة، وتحت أعين وإشراف الجيش التركي والفصائل المسلحة، بدأت عمليات السطو على حقول زيتون وسرقة مواسمها أو بيع وضمان بعضها، خاصةً في قرى ناحية شرَّان وروباريا المتاخمة لمنطقة اعزاز، حيث فُتحت فيها معصرة زيتون باكراً، في وقتٍ صدرت فيه تعاميم عن المجالس المحلية تُقرّ بوجوب اقتطاع 10% من الإنتاج لصالحها إضافةً إلى الاستيلاء على أملاك المواطنين الغائبين.
7- يتم استخدام أجهزة الكشف عن الألغام وأدوات أخرى عديدة في البحث عن الآثار والمعادن الثمينة وسرقتها، حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان مقطع فيديو بتاريخ 2/10/2018 وبالصوت والصورة عملية سرقة آثار في موقع نبي هوري الأثري التاريخي.
8- في ظل فلتان أمني، يتخوف الأهالي من التنقل داخل منطقة عفرين، إلا للضرورة، ولا يخرجون بعد حلول الظلام، وخاصة فئةً الشباب، حيث يمكثون أكثر الأوقات في منازلهم، كما تكثر في مدينة عفرين حالات الاستفزاز والاعتقال الكيفي، وكذلك يتم الضغط على قاطني المدينة لتقديم وثائق -يصعب تأمينها في هكذا أجواء- للعقارات التي يسكنونها، وتهديدهم بالإخلاء.
9- هناك حالات اعتقال للنساء والفتيات، وتعذيبهن أيضاً، وكذلك حالات التحرش الجنسي والاغتصاب أيضاً ولا يتم الإفصاح عن أغلبها، في ظل محاولات تعميم ثقافة التخلف والعادات البالية على حياة المرأة عموماً.
يبدو أن الحجم الهائل من الجرائم والانتهاكات المفضوحة والمرتكبة في عفرين لم يحرك بَعد الضمير الإنساني، فهناك صمت دولي مريب، وتعتيم إعلامي متعمد، في ظل توازنات مصالح إقليمية – دولية مقيتة.