بيان صادر عن لجنة مهجّري سري كانيه/رأس العين/رش عينو
بمناسبة مرور عام على سقوط نظام البعث البائد واستمرار معاناة المهجّرين
تمرّ اليوم سنة كاملة على سقوط نظام البعث البائد، النظام الذي كرّس لعقود طويلة سياسة القمع والتمييز والتهجير وحرمان أبناء شعبنا من أبسط حقوقهم السياسية والإنسانية. وبرغم هذا التحول السياسي الكبير، ما زال عشرات الآلاف من مهجّري سري كانيه/رأس العين، وعفرين، وكري سبي/تل أبيض يعيشون في المخيمات، محرومين من حقهم الطبيعي والمشروع في العودة إلى منازلهم وأراضيهم التي هُجِّروا منها قسراً نتيجة العمليات العسكرية والاحتلال التركي المتواصل.
لقد تلقّى المهجّرون وعودا متكررة من حكومة دمشق خلال العام المنصرم، تتعلق بالعمل على إعادة الأهالي، وحماية حقوقهم، وتوفير ضمانات حقيقية لعودتهم الآمنة. لكن، وللأسف الشديد، لم يتحقق أي من تلك الوعود، ولم تُتخذ خطوات جدية أو مسؤولة تجاه ملف التهجير، في ظل تجاهل لمعاناة آلاف العائلات التي ما زالت تنتظر الحلّ والعدالة والعودة.
إننا في لجنة مهجّري سري كانيه/رأس العين نؤكّد ما يلي:
1. حق العودة حق غير قابل للتصرف، وهو حق منصوص عليه في القوانين الدولية والإنسانية، ولا يملك أي طرف سياسي أو عسكري المساومة عليه أو ربطه بأي تفاهمات غير شرعية.
2. نحمّل حكومة دمشق المسؤولية السياسية والأخلاقية لعدم تنفيذ التعهدات التي قطعتها أمام المهجّرين بمافيها اتفاق 10 آذار، وندعوها إلى اتخاذ خطوات عملية تضع هذا الملف في مقدمة أولوياتها.
3. نؤكد أن الاحتلال التركي للمناطق السورية هو السبب الأساسي لاستمرار التهجير وانتهاكات الحقوق، ونطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالضغط لإنهاء الاحتلال وضمان حماية المدنيين وممتلكاتهم.
4. ندعو الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية المختصة، إلى تشكيل آلية رقابية محايدة تشرف على العودة الآمنة والطوعية، وضمان عدم تعرّض الأهالي لأي انتهاكات عند عودتهم.
5. نطالب بإطلاق عملية سياسية عادلة تضمن الاعتراف بحقوق جميع المكونات السورية، وإعادة الاعتبار للضحايا، وتعويض المتضررين، ومحاسبة المسؤولين عن التهجير والانتهاكات.
إن مرور عام على سقوط نظام الاستبداد دون تحقيق أي تقدم في قضية المهجّرين يشكّل خيبة أمل كبيرة، ويُبرز الحاجة الملحّة إلى تحرّك وطني ودولي عاجل لإنهاء هذه المأساة المستمرة. سيظلّ صوت المهجّرين عاليا، مطالبًا بالحرية، والعدالة، والعودة، وبسوريا آمنة لجميع أبنائها بعيدا عن الاحتلال والاستبداد.
لجنة مهجّري سري كانييه/رأس العين/رش عينو
7 ديسمبر/ كانون الأول 2025






