الجفاف يهدد المواسم الزراعية في روج آفا: تحديات مناخية تتصاعد وحلول تبحث عن الاستدامة
تقرير : بيوان جميل
روج آفا – تعيش مناطق شمال وشرق سوريا واقعاً بيئياً صعباً نتيجة تصاعد موجات الجفاف خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي جعل المحاصيل الزراعية في مواجهة مباشرة مع التقلبات المناخية وتراجع الموارد المائية. فالمنطقة التي تعتمد بشكل شبه كامل على الأمطار الموسمية، باتت اليوم أكثر عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة.
مناخ قاسٍ وتذبذب حراري واضح
تتسم روج آفا بمناخ متوسطي قاري؛ صيف طويل شديد الحرارة تتجاوز فيه درجات الحرارة في الحسكة والرقة 40 درجة مئوية، يقابله شتاء بارد إلى معتدل يعتمد فيه المزارعون على الأمطار لتغذية الأراضي. كما تشهد المنطقة تفاوتاً كبيراً بين درجات الحرارة ليلاً ونهاراً، ما يزيد الضغط على الأنظمة الزراعية الطبيعية.
مواسم زراعية تعتمد على الأمطار والري
ويعتمد القطاع الزراعي على موسمين أساسيين:
• الموسم الشتوي (نوفمبر – مايو): تُزرع فيه محاصيل استراتيجية مثل القمح والشعير والعدس والحمص، وتعتمد بالكامل على هطول الأمطار.
• الموسم الصيفي (يونيو – سبتمبر): يتطلب ريّاً مستمراً من مصادر مائية كالآبار ونهر الفرات، ويشمل محاصيل كالقطن والذرة والخضروات.
تراجع إنتاج القمح وتضرر الثروة الحيوانية
خلال العقد الأخير، تكررت موجات الجفاف نتيجة انخفاض الأمطار وتراجع تدفق نهر الفرات وارتفاع درجات الحرارة. هذه العوامل مجتمعة أدت إلى:
• انخفاض إنتاج القمح وتراجع مخزون الأمن الغذائي
• تقلص المراعي الطبيعية وتضرر الثروة الحيوانية
• ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي والمياه
• تدهور التربة وتقلص المساحات الصالحة للزراعة
إجراءات قائمة… وتحديات مستمرة
اتخذت الإدارة الذاتية مجموعة من الخطوات للحد من تداعيات الجفاف، أبرزها:
• التوسع في أنظمة الري الحديثة وترشيد استخدام المياه
• دعم مشاريع حفر الآبار في المناطق المتضررة
• توفير بذور مقاومة للجفاف
• تنفيذ برامج إرشاد زراعي للمزارعين
• مراقبة استخدام مياه الفرات للحد من الهدر
إلا أن هذه الجهود ما زالت تواجه عقبات كبيرة أمام التغيرات المناخية المتسارعة.
مستقبل مائي مقلق
تقديرات مختصين تشير إلى أن المنطقة قد تشهد مستقبلاً:
• ارتفاعاً إضافياً في درجات الحرارة
• مواسم مطرية قصيرة وغير منتظمة
• فترات جفاف أطول وأكثر شدة
وهو ما يستدعي خططاً استراتيجية تقوم على إدارة مستدامة للمياه وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية وتحسين أساليب الإنتاج.
خلاصة
الجفاف في روج آفا ليس أزمة عابرة، بل تحدٍ متصاعد يهدد الأمن الغذائي والاقتصادي. ورغم توفر إمكانات زراعية كبيرة، فإن الحفاظ عليها يتطلب تسريع الإجراءات الوقائية وتعزيز الوعي البيئي، لضمان مستقبل زراعي آمن ومستدام للمنطقة وسكانها.







