
تقرير: مادلين عكرش
حالة من التوتر الأمني والعسكري المتصاعد تشهدها مناطق التماس بين قوات سوريا الديمقراطية والعناصر المسلحة التابعة للحكومة في دمشق، شمال وشرق مدينة حلب، وبالأخص مدينة “دير حافر” بريف حلب الشرقي، التي باتت في صدارة العناوين اليومية، نتيجة الانتهاكات والقصف الوحشي العنيف التي تشهده من قبل العناصر المسلحة التابعة للحكومة في دمشق.
وبحسب المعلومات الواردة، فقد أغلق أوتوستراد حلب – الرقة، إلى جانب إغلاق الطرق الفرعية المؤدية إلى مدينة “دير حافر” بريف حلب الشرقي، بالتوازي مع دخول شاحنات وأرتال تركية إلى مطار “كويرس” العسكري في حلب، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار حواجز على المداخل الرئيسية، دون معرفة الأسباب بعد، ما تسبب بتعطّل حركة المرور بين حلب والرقة وعرقلة وصول المدنيين.
هذا وكانت مدينة “دير حافر” ومحيطها، الواقعة في مقاطعة الطبقة بإقليم شمال وشرق سوريا، قد شهدت منذ مطلع آب الفائت، سلسلة من الهجمات والاعتداءات المتكررة، التي نفذتها العناصر المسلحة التابعة للحكومة في دمشق، مستهدفين مواقع لقوات سوريا الديمقراطية ومناطق مأهولة بالسكان المدنيين، ما أسفر عن سقوط ضحايا واندلاع اشتباكات متقطعة.
ففي العشرين من أيلول الجاري، نفذت العناصر المسلحة التابعة للحكومة في دمشق، هجوماً مزدوجاً بالطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة على قرية “أم تينا”، ما أدى إلى حدوث مجزرة مروعة، أدت لاستشهاد ثمانية مدنيين، بينهم أطفال ونساء، نتيجة استهداف مباشر لمنازلهم.
وفي الثالث والعشرين من أيلول الجاري، تعرضت قرية “زبيدة” بريف “دير حافر”، لقصف مدفعي عنيف شنته العناصر المسلحة أيضاً، ما أسفر عن إصابة أربعة أطفال بجروح متفاوتة، وأعقب ذلك هجوم بطائرة مسيّرة استهدف نقطة لقوات سوريا الديمقراطية في مدينة “دير حافر”، ما أدى إلى استشهاد أحد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية وإصابة آخر.
وفي محاولة لتضليل الرأي العام، أصدرت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع التابعة للحكومة في دمشق بياناً مفبركاً، حرّفت فيه الحقائق المتعلقة بجميع تلك الهجمات الوحشية التي نفذها عناصرها المسلحون، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية لم تأخذ موقف المتفرّج، وردت على بيانها هذا عبر بيان رسمي، أكدت فيه جهوزيتها الكاملة للتصدي لأي اعتداء، مشددة على أن ردها سيكون حاسماً ضد كل من يحاول استهداف مواقعها ومقاتليها.