جرائمٌ متتالية.. بين اغتصابٍ بالحلال واغتصابٍ بالحرام

تقرير تورين حسين مراسلة Nûdem

الصورة لعيدة السعيدو اثناء زواجها@الصورة من النت

دون حسيبٍ أو رقيبٍ تُقتل القاصرات بذريعة الشرف في بلدٍ غارقٍ بالحرب منذ أكثر من عشرة سنوات، ثلاثةُ أيامٍ بين مقتل قاصرتين على يد ذويهم وعلى مرآى ومسمع العالم أجمع.

شهد الشمال السوري وبالتحديد محافظة الحسكة منذ بداية الحرب وغياب القانون العديد من جرائم القتل بذريعة الشرف، أخر وأفظع هذه الجرائم كانت منذ أيام لفتاتيين قاصرتيين قُتلتا على يد أفراد عائلتهما، إحداهما قُتلت وتم توثيق مشهد قتلها بمقطع فيديو كأثباتٍ للرجولة وقاتلوها أحرارٌ طلقاء حتٌى اليوم، والأخرى لا يعلم أحدٌ إلى أين فرّ قاتلها.

“ارميها برأسها

أبتدأ شهر تموز/ يوليو الجاري  بقتل الطفلة عيدة السعيدو بدمٍ بارد على يد 11 فرداً من ذويها، ووفقاً لمصدر مقرب من العائلة أن عيدة تزوجت من أبن عمها رغماً عنها، وبعد عشرين يوماً من الزفاف قررت الهروب مع الشاب الذي تحبه إلى إقليم كردستان العراق، إلا أن الأهل تمكنوا من الإمساك بها في ريف الحسكة بينما استطاع الشاب الهروب مع عائلته. 

اعتصامٌ بعد مقتل القاصرة عيدة السعيد@الصورة من النت

وبحسب مركز توثيق الانتهاكات في شمال وشرق سوريا أن العائلة حرمت عيدة من الطعام والماء لأيامٍ قبل قتلها، ثم أقدموا على استجرارها لمنزلٍ بريف المالكية، وهم يتناوبون على التنكيل بجسدها وينال كل واحداً منهم نصيبه من سفك دمائها.

وقد تباهت العائلة بنشر مقطع فيديو مروع يظهر فظاعة قتل عيدة بالرصاص بعد الضرب والتعذيب لأيام، حيث تظهر عيدة وهي تصارع الموت وتتوسل لهم بينما يطلب احدهم (قيل انه شقيقها) توجيه الرصاص إلى رأسها، قائلاً: “ارميها برأسها” لتفارق عيدة الحياة وتبقى وصمة عارٍ على ذكوريتهم.

اغتصبها أبن عمها فخنقها والدها

بعد ثلاثة أيام على مقتل عيدة السعدو الّتي أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي بقصتها، استفاقت الحسكة يوم الثلاثاء في السادس من الشهر نفسه على هول جريمة قتل جديدة بذات الذريعة، حيث أقدم والد الطفلة “أية خليفو” 14 عاماً على خنقها.

ووفقاً للتفاصيل التي حصل عليها موقع Nûdem أن الطفلة “أية خليفو” كانت مسجونة من قبل والدها لمدة عامٍ ونصف بعد تعرضها للاغتصاب من قبل أبن عمها.

 وكان الدافع لقتل أية صدور حكمٍ قضائي من قبل النظام السوري بسجن المغتصب ثلاثين عاماً، الأمر الذي دفع الأب لقتل أبنته إذ رأى انها السبب وراء سجن أبن اخيه.

مع العلم إن المادة (17) من قانون حماية المرأة الذي صدر عام 2014 ينص على تجريم القتل بذريعة الشرف، واعتباره جريمة متكاملة الاركان تتراوح عقوبتها بالسجن من 3 إلى 20 عاماً، كما يعاقب المشاركون في الجريمة بالسجن لمدة تصل إلى 9 سنوات.

إلا أن هذا القانون لم يتم تطبيقه فعلياً إلى الآن، وتم اعتقال فقط 4 اشخاص من أصل 11 شخصاً من الذين قتلوا عيدة، في حين أن قضية أية لم يحدث فيها أي تحركٍ قانوي بعد.

شاهد أيضاً

بيان صادر عن حزب الله اللبناني يؤكد مقتل حسن نصرالله

خاص: Nûdem أصدر حزب الله اللبناني بياناً آكد فيه مقتل كبار قادته، ومن بينهم ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *