عقدت اللجنة المركزية اجتماعها الاعتيادي لشهر أيار ، وناقشت آخر التطورات السياسية على الصعيد السوري بشكلٍ عام والوضع الكُردي بشكلٍ خاص، حيث لا تزال جائحة كورونا تلقي بظلالها على المشهد العالمي، وتحصد أرواح الآلاف من البشر، ناهيك عن عطالةٍ كاملة في اقتصاديات الدول ، والجهود الدولية تتضافر حالياً ، وعبر منظمة الصحة العالمية، لإيجاد علاجٍ لهذا الوباء المتفشّي .
و توقّف المجتمعون على آخر المستجدات السياسية في سوريا، خاصةً الاهتمام الدولي والسوري بالحوار بين المجلس الوطني الكُردي وحزب الإتحاد الديمقراطي، بهدف توحيد الموقف الكُردي، ضمن إطار ثوابت القضية الكُردية، كقضية شعبٍ أصيل يعيش على أرضه التاريخية ،واستقلالية القرار السياسي، بعيداً عن التدخلات والهيمنة، وخاصةً من قبل حزب العمال الكُردستاني PKK, ليكون الحوار كُردياً سورياً بامتياز، وفي هذا الصدد ثمنّت اللجنة المركزية دعم الولايات المتحدة والدول الأوربية لإنجاح هذا المسعى، والذي لن يكون موجْهاً ضدّ أيّ طرفٍ من أطراف المعارضة السورية، ولا ضدّ أيّ دولةٍ من الدول الإقليمية، بل سيساهم في إنجاح الجهود الدولية، لإيجاد حلٍّ سياسي للأزمة السورية وفق القرارات الدولية المعنية لاسيما القرار الدولي ٢٢٥٤ للحلّ في سوريا.
وأكّدت اللجنة المركزية على دعمها ومساندتها موقف المجلس الوطني الكُردي الحريص على إنجاح هذه الحوارات، والتي ستكون كفيلةً لدرء المخاطر عن مناطقنا، إضافةً إلى تمثيل سياسي منصف وفق نسبة الكُرد في البلاد، في المحافل الدولية، لينال شعبنا
حقوقه القومية المشروعة وفق دستور مستقبلي، يعبّر عن تطلعات الشعب السوري بكافة مكوناته، والذي يتطلّب حلاً ديمقراطياً عادلاً عبر الحوار مع كافة القوى السياسية السورية لإيجاد حل شامل للأزمة السورية .
واستعرض الاجتماع التطورات السياسية على صعيد الأزمة السورية وانعكاساتها على الحياة المعيشية للمواطنين، فالأزمة الإنسانية أصبحت خانقة بسبب انهيار الليرة السورية أمام الدولار، وبات المواطن يعيش تحت خطّ الفقر، حيث تمّ تدمير البنية الزراعية في المنطقة التي تعتبر المصدر الرئيسي لاقتصادها، عبر اتّباع الإدارة الذاتية سلسلةً من الإجراءات والقرارات المجحفة بحقّ المواطنين، والتي تهدّد الحياة المجتمعية ، ناهيك عن الاستمرار بسياسات فرض الإتاوات والضرائب على المواطنين ، فسياسة التجويع الممنهج وتدنّي أسعار المنتوجات الزراعية، وسد الطرق أمام تصريفها، ينذر بعواقب وخيمة، إن لم يتمّ تداركها في القريب العاجل.
وتوقّف الاجتماع مطوّلاً على معاناة شعبنا في كلٍٍّ من عفرين و سري كانييه ( رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) حيث لا يزال مسلحو بعض الفصائل مستمرّين بالانتهاكات بحقّ المواطنين واستباحة أملاكهم وممارسة الضغوط لتهجير البقية المتبقية منهم، ومنع عودة الأهالي إلى بيوتهم، مما يؤدّي إلى تغيير ديمغرافية المنطقة، كلْ ذلك على مرأى القوات التركية دون أن تضع حداً لانتهاكات تلك الفصائل .
وفي هذا السياق نرى بأنّ المجتمع الدولي يتقاعس في مهامه تجاه أكبر محنةّ إنسانية تعيشها سوريا بشكلٍ عام بعد الحرب العالمية الثانية، حسب الكثير من المراقبين. حيث لم يُمارس الضغط اللازم على النظام لإرغامه للامتثال للقرارات الدولية المعنية بالأزمة السورية.
و كذلك توقْف المجتمعون على أسباب إدراج حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية من قبل ألمانيا في هذه المرحلة، وربما دول أخرى تتّخذ نفس الموقف ، وكذلك ما يلوح في الأفق من التشكيك الروسي وعلى العلن، حول قدرة الأسد على الاستمرار وبأنه بدأ يشكّل عبئاً على السوريين، وإثارة ملفات الفساد المالي ضمن الهرم الأعلى للنظام ، إضافةً إلى قانون قيصر الذي بات تطبيقه قريباً، وبإصرارٍ أمريكي.
كلّ هذه الملفات ستكون ضاغطة على النظام في الشهور القادمة عبر التفاهمات الأمريكية- الروسية، التي قد تتمخْض عن تغييرات حاسمة في سوريا في المستقبل القريب .
على الصعيد التنظيمي: تمّت قراءة ومناقشة التقارير الواردة من منظمات الحزب في الداخل والخارج والتأكيد على الاهتمام بالجانب التنظيمي وتطوير آليات عملها بما تنسجم مع المرحلة ، و التأكيد على استكمال فتح مكاتب الحزب في بقية المدن والبلدات الكُردية ، كما ثمّن الاجتماع عودة بعض الرفاق إلى حزبهم، بعد أن أدركوا حقيقة ما حدث، وأكّدت اللجنة المركزية بأنّ أبواب الحزب مفتوحة أمام الجميع لعودتهم إلى منظماتهم. وأكّد الرفاق على أهمية تعزيز دور الحزب بين الجماهير، لأداء دوره المنشود و تطوير آليات عمله، بما ينسجم مع المرحلة المقبلة ، وفي هذا السياق تم ّ تثبيت احتياط اللجنة السياسية، ممثّلاً بالرفيق فرحان مرعي، وفقاً للأصول التنظيمية .
قامشلو 16-5-2020
اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكُردستاني – سوريا.