تقرير محمود عثمان

الصورة متداولة من النت
فقدت الساحة الإعلامية في شمال وشرق سوريا واحدة من الوجوه الشابة التي جمعت بين الشغف والإصرار، إذ رحلت عنا الصحفية كولى جاويش، البالغة من العمر 29 عاماً، بعد صراعٍ طويل مع مرض عضال، تاركة وراءها أثراً عميقاً في قلوب زملائها وكل من عرفها.
شغف أقوى من المرض:
منذ انضمامها إلى قناة روج آفا عام 2023، عُرفت كولى بروحها الحيوية وإصرارها اللافت رغم تحديات المرض الذي رافقها سنوات طويلة. كانت، كما يصفها زملاؤها، “تخرج بالكاميرا قبل أي شيء آخر”، مؤمنة بأن نقل الحقيقة رسالة تتجاوز حدود الجسد والوجع.
حتى في أيامها الصعبة، كانت تصرّ على متابعة التغطيات الميدانية في منطقة الشهباء، حاملةً الميكروفون بابتسامة ثابتة، وكأنها تتحدى الألم لتقول: «طالما أستطيع أن أنقل صوت الناس، فأنا بخير».
جذور لا تُنسى:
تنحدر كولى من قرية سينكا التابعة لناحية شرا في عفرين، القرية التي ظلت تسكن قلبها حتى اللحظات الأخيرة من حياتها.
ورغم اضطرارها للابتعاد عن مسقط رأسها بسبب ظروف الحرب والنزوح، كانت كثيراً ما تتحدث في تقاريرها ومقابلاتها عن أمل العودة إلى أرضها الأم، قائلةً: «عفرين ليست فقط مكاناً.. إنها الحلم الذي لا يغيب.»
رحيل مؤلم وقصة ملهمة:
برحيل كولى، تفقد قناة روج آفا وزملاؤها صوتاً نسائياً مميزاً حمل رسائل الناس ببساطة وصدق، وصور معاناة المدنيين بعينٍ إنسانية بعيدة عن الاستعراض.
زملاؤها في القناة نَعَوا الراحلة بكلمات مؤثرة، مؤكدين أن «كولى لم تكن مجرد مراسلة، بل كانت مثالاً للشجاعة والتفاني، وستبقى حاضرة في ذاكرتنا المهنية والإنسانية.»
تقدم إدارة مؤسسة Nûdem الإعلامية بأحرّ التعازي لعائلة الفقيدة وأصدقائها، سائلين الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان.
رحلت كولى جسداً، لكن قصتها ستظل شاهداً على معنى الإصرار والإيمان بالرسالة الإعلامية حتى في أقسى الظروف.





