
بقلم: دليار حسن
تُعد خطوة حزب العمال الكردستاني في الاستجابة لنداء الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، المعتقل في جزيرة إيمرالي منذ عقود، لحل النزاع عبر السلام وإلقاء السلاح، خطوة تاريخية ذات أهمية كبيرة في مسيرة الكفاح المسلح الكردي.
هذه المبادرة تأتي بعد أكثر من عقود من النضال المستمر ضد الجيش التركي والعقلية الطورانية، والظلم والقمع، لتفتح آفاقًا جديدة نحو تحقيق الحرية والديمقراطية لشعب كردستان.
لقد أثبت السيد عبد الله أوجلان برؤية فكرية واضحة وناضجة قدرته على تقديم حلول استراتيجية تتجاوز حدود القضية الكردية لتشمل المنطقة بأسرها. ففكره لا يقتصر على الكفاح المسلح فقط، بل يتناول بناء السلام المستدام الذي يُعيد الحقوق المغتصبة ويؤسس لمرحلة جديدة من التعايش المشترك بين الشعوب في الشرق الأوسط.
تجسد هذه الخطوة إعلانًا عن استعداد حزب العمال الكردستاني للانتقال من مرحلة الصراع المسلح إلى مرحلة السلام السياسي والديمقراطي، مما يخلق فرصة حقيقية للانفراج السياسي وفتح حوار شامل يحقق مطالب الشعب الكردي المشروعة في إطار احترام حقوق الإنسان والحقوق القومية.
إن هذه المبادرة تأتي في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية كبيرة، ما يجعلها فرصة نادرة للانخراط في مسار سلام دائم لا يخدم فقط القضية الكردية، بل يساهم في استقرار الشرق الأوسط بأكمله. وهذا النهج يشكل نموذجًا يحتذى به عالميًا في كيفية حل النزاعات العميقة عن طريق الحوار والفكر السياسي السلمي.
يُمكن القول أن هذه الخطوة ليست فقط انتصارًا لشعب كردستان، بل هي بداية مرحلة جديدة تفتح آفاقًا أوسع للحرية، العدالة، والديمقراطية في المنطقة. ومن المهم أن تُدعم هذه المبادرة من قبل جميع القوى الإقليمية والدولية التي ترغب في استقرار وسلام دائم في الشرق الأوسط.







