حاورته: روسلين أوسي

الباحث الإسرائيلي إيدي كوهين في حوار مع مراسلة NÛDEM روسلين أوسي:
“الأقليات في سوريا تتحسر على زمن الأسد… والاتفاق بين دمشق وقسد مؤقت”
في حوار أجرته مراسلة NÛDEM روسلين أوسي مع الباحث والمحلل السياسي الإسرائيلي إيدي كوهين، تحدّث الأخير عن المشهد السوري العام، لاسيما أوضاع شمال وشرق البلاد، وموقف إسرائيل من التطورات الأخيرة في الساحل والسويداء، إضافة إلى تقييمه لاتفاق العاشر من آذار بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
قال كوهين في مستهل حديثه:
“بعد الإطاحة بنظام الأسد، كانت لدى السوريين آمال كبيرة في بناء دولة ديمقراطية حرة بعد نحو ستة عقود من حكم عائلة الأسد. لكن ما نشهده اليوم يُظهر أن بعض الأقليات في شمال وشرق سوريا، وفي الساحل والسويداء، باتت تتحسر على تلك الحقبة. صحيح أن بشار الأسد ارتكب مجازر بحق معارضيه من مختلف الطوائف — دروز، أكراد، عرب، ومسيحيين — لكنه لم يمارس القتل على الهوية كما يحدث اليوم.”
وأضاف كوهين أن المفاهيم تغيّرت بعد مؤتمر الحسكة، الذي جمع عدداً من المكونات السورية تحت راية واحدة، مشيراً إلى أن “الحلم بالعيش في سوريا موحدة قد تبخّر” نتيجة ممارسات السلطة الجديدة ومرتزقتها والمقاتلين الأجانب المنضوين في صفوفها.
وتابع قائلاً:
“الأقليات همِّشت بعد الإعلان الدستوري، ولم يُعترف بحقوقها الثقافية أو بأعيادها القومية، سواء الكردية أو المسيحية. حتى العلويون وُصفوا بـ(النصيريين)، والدروز اتُّهموا بالخيانة. كل ذلك يعكس فشل الدبلوماسية السورية داخلياً وخارجياً. كان يمكن لسوريا أن تصبح نموذجاً تنموياً يُحتذى به، على غرار سنغافورة أو اليابان، لكن محاولات أسلمة الحكم وتصاعد التطرف أدّيا إلى مزيد من العنف والعزلة.”
وفيما يتعلّق باتفاق العاشر من آذار بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، رأى كوهين أنه “اتفاق مؤقت”، مشدداً على أنه “لن يحقق نتائج ملموسة، وستستمر حالة التوتر في مناطق التماس بين الجانبين.”
أما عن قدرة ما يُعرف بـ”السلطة المؤقتة السورية” على السيطرة على كامل الأراضي السورية، فقال كوهين:
“سلطة الجولاني فشلت في رفع راية الإسلام أو الحفاظ على وحدة سوريا، لأنها تعاملت مع البلاد وكأنها ملك لفئة واحدة هي الإسلام السني، متجاهلة التعددية السورية الغنية: الأكراد، العلويين، الدروز، المسيحيين وغيرهم. وكذلك فشلت سلطة دمشق في احتواء هذه المكونات بسبب نهجها المتطرف.”
وحول احتمال تدخّل إسرائيل لحماية الأقليات السورية في حال تعرّضها لانتهاكات أو مجازر، أوضح الباحث الإسرائيلي:
“إسرائيل دافعت في وقت سابق عن الدروز بدافع القرابة الجغرافية والعلاقة الأخوية بينهم وبين دروز إسرائيل. كما أدانت المجازر ضد العلويين، ووزير الخارجية الإسرائيلي متعاطف جداً مع الأقليات، خاصة الأكراد. إسرائيل تسعى للدفاع عن حقوق الأقليات بكل الوسائل الممكنة، لكنها لن تخوض حرباً من أجلهم.”
وأشار كوهين إلى أن “النفوذ التركي في دمشق يتزايد”، موضحاً أن “أنقرة تسعى لإنشاء قواعد عسكرية في حلب ومناطق سورية أخرى، ما يفاقم التوتر بين تركيا وإسرائيل.”
وفي ختام الحوار، وجّه كوهين رسالة إلى الشعب والأحزاب الكردية في سوريا قائلاً:
“رسالتي للشعب الكردي هي الاتحاد، فالقوة في الوحدة. نحن اليهود الأكراد تجمعنا روابط جغرافية وتاريخية قديمة، إذ سكن اليهود في العراق وقامشلو. لذلك أدعو إلى مدّ جسور التواصل بين إسرائيل والأكراد.”
كما أعلن كوهين في ختام حديثه عن تنظيم مؤتمر حول الأقليات في سوريا نهاية الشهر الجاري في تل أبيب، مؤكداً أنه يرحب بمشاركة جميع المهتمين بالحضور شخصياً أو عبر الإنترنت.
يمكنكم الإستماع للقاء بالصوت:






