تحرّكت الفصائل المسلحة الموالية لتركيا ضمن الحكومة السورية نحو حييّ الشيخ مقصود والأشرفية، وأغلقت جميع المداخل والمخارج، فيما تواصل تلك الفصائل هجومها على جبهات دير حافر. تُعَدّ هذه الخطوات جزءًا من خطةٍ تركية تهدف إلى افتعال صراع أوسع في سوريا لتدمير ما تبقّى من بنية الحياة ولقتل مزيدٍ من السوريين، كما حصل خلال السنوات الماضية وآخرها في السويداء. هذه فتنة تهدّد جميع السوريين، وإشعال فتيل حرب جديدة سيدفع بالجميع إلى الهاوية.
تركيا تردّد مقولة مفادها: «سوريا ستكون لنا وحدنا دون وجود الآخرين وإلا سنحرقها»، لكننا نثق بوعي شعبنا السوري وقدرته على إفشال كل المؤامرات التي تستهدف وجوده ووحدته، وخوض حرب الوجود للدفاع عن هويته وحياته. شعبنا في الحيين لن يكون لوحده في حماية وجوده إذا تعرّض لأي هجوم.
لذلك نناشد جميع السوريين مواجهة هذه الخطط والفتن التي تستهدف كافة الأطياف السورية، لمنع تكرار ما حصل من مجازر في الساحل والسويداء. السلطة المؤقتة مسؤولة بالدرجة الأولى عن مسار الوضع، كما أنّ على القوى الدولية والعربية التي تطمح لتأمين الاستقرار عبر تطبيع علاقاتها مع دمشق التحرك فورًا لإزالة كل العقبات أمام حوارنا مع السلطة المؤقتة وتمهيد الطريق لتنفيذ اتفاقية 10 آذار. وإلا فلن يكون هناك حوارٌ مثمر في ظلّ هذه التهديدات والهجمات على أحيائنا ومناطقنا. نحن نطمح ونسعى لتجاوز العقبات من خلال الحوار والتفاوض وليس عبر التهديد والسلاح.
من الضروري أن تلعب الدول الوسيطة دورها في تهدئة التصعيد في حلب ودير حافر، وإعادة فتح المعابر التي تمنع تحرّك المواطنين، وكبح الممارسات والخطابات السلبية التي تشتت الجهود وتعرقل التقارب الوطني السوري.
بدران جيا كرد