- العلم الكردي… رمز للهوية وذاكرة شعب متجذّرة في التاريخ
تقرير: محمود عثمان
تدقيق : زڤين أوصمان
تصوير :بيوان جمو
يشكّل العلم الكردي أحد أبرز الرموز الوطنية التي يلتف حولها الشعب الكردي، لما يحمله من معانٍ تاريخية وثقافية تعبّر عن الهوية والانتماء. فالعلم، بألوانه المعروفة وشمسه المشرقة في الوسط، لا يُنظر إليه بوصفه قطعة قماش فحسب، بل كرمز لنضال طويل وذاكرة جماعية تعكس تطلعات شعب يسعى للحفاظ على خصوصيته الثقافية وحقوقه المشروعة.
وفي 17 كانون الأول / ديسمبر من كل عام، يحيي الكرد يوم العلم الكردي، وهي مناسبة وطنية تحظى باهتمام واسع في مختلف المناطق الكردية، إضافة إلى بلدان المهجر التي تحتضن جاليات كردية كبيرة. ويأتي هذا اليوم ليؤكد أهمية العلم كعنصر جامع يوحّد الكرد على اختلاف أماكن وجودهم وتنوّع تجاربهم السياسية والاجتماعية.
وتُنظَّم خلال هذه المناسبة احتفالات وفعاليات متنوعة، تشمل مسيرات جماهيرية واحتفالات شعبية، إلى جانب أنشطة ثقافية وفنية تُبرز التراث الكردي وتاريخه. كما تُقام ندوات ومحاضرات تسلّط الضوء على رمزية العلم ودلالاته السياسية والإنسانية، ودوره في تعزيز الشعور بالانتماء الوطني، لا سيما لدى فئة الشباب.
ويحرص المشاركون في هذه الفعاليات على رفع العلم الكردي في الساحات العامة وعلى المباني والمؤسسات، إضافة إلى ارتدائه أو التزيّن بألوانه، في مشهد يعكس حالة من الفخر والاعتزاز بالهوية. وتتحوّل المدن في هذا اليوم إلى لوحات تعبّر عن وحدة المشاعر، رغم التحديات والظروف المختلفة التي يعيشها الكرد في مناطق متعددة.
ولا يقتصر الاحتفاء بيوم العلم الكردي على الجانب الاحتفالي فقط، بل يحمل رسائل سياسية وثقافية تؤكد على حق الشعوب في التعبير عن هويتها والحفاظ على رموزها الوطنية. كما يُعدّ هذا اليوم فرصة لتجديد التأكيد على أهمية نقل القيم الوطنية والثقافية إلى الأجيال القادمة، بما يعزز الوعي بالهوية والتاريخ المشترك.
وفي ظل التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة، يبقى العلم الكردي حاضرًا كرمز للوحدة والصمود، وشاهدًا على مسيرة شعب ما زال يتمسك بأحلامه وتطلعاته نحو مستقبل أكثر استقرارًا واعترافًا بحقوقه.







